كثير ممن حدت بهم الآمال بغد مشرق ودولة تحترم مواطنيها وتنهض به مع بداية الحراك انخدعوا بشعارات وبأشخاص كنا جميعا نرى فيهم الامل المعقود و السبيل الوحيد لتحقيق مواطنة متساوية و انتزاع حقوق هضمت كنتاج لوحدة هيمن عليها نظام حكم فاسد وخيبت آمال الشعب وفي الجنوب على وجه التحديد. لكن مع الايام بدأت تتساقط الاقنعة وتظهر الوجوه الحقيقية لبعض تلك الزعامات التي تصدرت المشهد او لنقل تسلقت الصدارة. بل ومع تسارع الاحداث صنعت لنا زعامات جديدة واجبرنا على تقديس اشخاص اقل ما يمكن ان اقوله انك حين تتأمل في تاريخهم السياسي او الوطني والنضالي تصاب بحالة ضحك هستيرية توصلك حد البكاء هل هذه العاهات قيادات وزعامات تعتبر نفسها الحامل السياسي لقضايانا والممثل الحصري والوحيد للشعب ؟! يالهذا الزمان السيء بماذا جادت لنا الايام ؟ على الاقل الزعامات القديمة كانت ذات تاريخ سياسي طويل وخبرة ورصيد سواء كان رصيدها حسنا ام قبيح .. الإعلامي القدير فتحي بن لزرق احد الصحفيين الذين ظنوا خيرا ببعض تلك الشخصيات و اعتقد كغيره ان هذا المكون او ذاك هو حجر الاساس التي يجب ان نحافظ عليها لنبني وطنا نحلم به جميعا ... ظل يكتب ويدافع و يغض الطرف عن مساوئ بدأت تظهر ولسان حاله يقول المرحلة صعبة ولا بد من وجود اخطاء وبعض حماقات ليتم الوصول لتحقيق الهدف السامي .. وكان الجميع يصفه بالقلم الحر وبالإعلامي اللامع وبابن الجنوب البار والجميع يستشهد بمقالاته و يعيد نشر ما يكتب ... ولكن فتحي كغيره ممن له عقل و ادراك بدأت تتضح له الصورة جيدا و ادرك ان ما نسكت عنها من انتهاكات لحقوق الانسان وما نغطي عليه من فساد بدأت عفونته تظهر وتزكم الانوف وان لا خير في كراتين تحركها خيوط من هنا او هناك فبدأ ينصح ولكن لا حياة لمن تقدم نصحك لهم ومع الايام علم ان الحق يجب ان يظهر وان ما نخشاه من تبعات الحديث بشفافية اقل بكثير من الضريبة التي سندفعها ان واصلنا الصمت . صارت كتاباته واضحة ودقيقة وتصيب الهدف باحترافية و صدق لا يحيك قصصا و لا ينقل عبر سمعت من هذا او نُقِلَ اليّ من ذاك بل يكتب مارأته عيناه ويتكلم بما سمعته اذناه وينقل مايتم في الواقع بصدق ومصداقية لكن هذا التوجه لم يعجب من تعودوا على المغالطات وتزيين القبيح و الضحك على العامة فصار فتحي بن لزرق فجاءة من القلم الجنوبي الحر الى اخونجي وعفاشي مدفوع وبدأت كالعادة عبارات الشتائم والقدح والردح تنطلق من افواههم تخوينا واحتقارا وهمزا ولمزا بفتحي وكتابات فتحي اليس فتحي اليوم هو فتحي الامس اللهم انه عدّل البوصلة فقط وتوجّه في الطريق الصحيح. وصل الامر اليوم بتهديد يتكرر للأخ فتحي من خلال ارقام مجهولة وهذا اسلوب رخيص للتعامل مع اصحاب الاقلام الحرة فمن هو معنا يلمّع ويخادع اسبغنا عليه القداسة ومن اختار الوطن و رمى بالأشخاص جانبا فهذا عدو الوطن و عميل للشمال والشرق والغرب !! تضامني الكامل مع الابن فتحي بن لزرق ومع كل صوت يعلو بالحق ولا نامت اعين الجبناء ... خاتمة شعرية : للشاعر احمد مطر كفرت بالشعر الذي لا يوقف الظلم ولا يحرك الضمائر لعنت كل كلمةٍ لم تنطلق من بعدها مسيرة ولم يخط الشعب في آثارها مصيره. لعنت كل شاعر ينام فوق الجمل النديّة الوثيرة وشعبه ينام في المقابر في زمن الآتين للحكمِ على دبابة أجيرة او ناقة العشيرة