ها نحن اﻵن في الربع الثاني من العام 2019م ولم نشاهد أو نسمع عن أي تحرك حكومي لصرف العلاوة السنوية المستحقة لقطاع الموظفين والتي وعدت بها الحكومة!! إن الأساليب التي تمارسها الحكومة الموقرة وكما هي عادتها دائما مع كل المطالب الخاصة بالموظفين تعتبر بحق أساليب غير أخلاقية..وكذلك أسلوب التسويف والمرواغة أضحت طريقة ينتهجها فقط المنافقين وما أكثرهم في هذا الزمن وفي حياتنا اليومية حيث يعتقد هؤلاء أنها نوع من أنواع الشطارة والفهلوة بينما هي في حقيقة اﻷمر تندرج ضمن آية المنافق الذي إذا وعد أخلف!! ألا يعلمون أن المنافقين في الدرك اﻷسفل من النار وبئس المصير .. يا الله كيف أصبحوا أولياء اﻷمر لدينا يتسأهلون ولا يلقون لتلك الوعود بال..وباتوا لا يمتلكون أي إلتزام أدبي وأخلاقي حيث ترأهم يخلفون بالوعود مع سبق اﻷصرار. فما بالنا بحكومة شرعية ومعترف بها دوليا وتتعامل بطريقة اللف والدوران وتسعى بكل السبل لتمرير تلك اﻷساليب الرخيصة من خلال العمل على المماطلة وحرمان الموظفين الغلابى من حقوقهم المستحقة ﻷطول فترة ممكنة،ألا يعلمون إن الرواتب الحالية لم تعد تلبي أبسط مقومات الحياة والعيش بكرامة!! ترى هل يستحي القائمين على أمور الحكومة عندما يصرفون مئات الملايين على السفريات واﻹقامة في أفخم الفنادق بالعالم بينما يمارسون اللامبالاة تجاه حقوق الموظفين ويتذرعون بعدم وجود سيولة مالية بالبنك المركزي اليمني!!.. كيف يستطيعون إستلام رواتبهم ومخصصاتهم ونثرياتهم وبالعملة الصعبة بينما يعجزون عن المتابعة وتوفير السيولة اللازمة لصرف العلاوة السنوية للموظف!! ألا يشعرون بالخجل من ممارسة سياسة الضحك على الدقون وكيف تذهب كل الوعود الحكومية في مهب الريح بدون أن يحافظوا على ماء الوجه لهم وللحكومة الرشيدة التي يمثلوها والتي أعطتهم أكثر مما كانوا فيه يحلمون!!.. لقد ضاعت الأمانة في بلد الحكمة واﻹيمان .. وأقولها بكل صراحة ودون خوف بإن من يدير الوطن حاليا هم مجموعة فاسدة من لصوص اﻷوطان الذين يأكلون الحرام دون الخوف من الله وبدون أي وأزع ديني ولا ضمير!! من المؤسف والمؤلم معا عند نسمع دائما بين الحينة واﻵخرى عن فقدان ونهب المليارات من داخل أروقة البنك المركزي اليمني دون أن نعرف من سرقها ودون أن يتم محاسبتهم!! أليس من الظلم واﻹجحاف أن يتم إهدار وتبذير المليارات بدون حسيب ولا رقيب بينما يحرم الموظف من أبسط حقوقه..لقد أصبحت اليمن مرتعا خصب للفساد عيني عينك وكل قبيح في الدنيا صار موجودا لدينا وبﻹ فخر.. المسؤولين صاروا يسابقون الزمن بل ويتمنون أن يطيل أمد هذه الحرب إلى قيام الساعة حيث ترأهم يسرقون بلا هوادة فلا قانون يردعهم ولا نظام يحاسبهم .. أنهب وعدي وخليك التحدي.. كيف لنا أن نتعشم الخير من هؤلاء الذين لم يرحموا المواطن الغلبان الذي لا يمتلك قوت يومه فما بالنا بالموظف البسيط .. لقد أكلوا أموال اليتامى واﻷرامل ونهبوا المساعدات الخاصة بالفقراء.. وأذلوا الجرحى وظلموا الشهداء.. لم يجدي معهم النصائح الطيبة ولا تخيفهم وتهزهم دعوات المظلومين!! سيكون كاذب من يدافع عنهم ومنافق من يقول أنهم يمتلكون ولو مثقال ذرة من الوطنية والنزاهة أو أنهم يعملون من أجل مصلحة البلد..وأتحدى أي هلفوت ينكر ذلك!! إن سكوتنا الجبان على هذا الباطل هو من شجع الظالمين حيث باتوا يعتقدون إنهم على حق فيما يفعلون!! لقد هبطت اﻷخلاق قبل أن يهبط الريال اليمني وأنهارت القيم النبيلة وتراجعت اﻹنسانية في اليمن وأصبح المسؤولين يهتمون كثيرا بمصالح الجيوب أكثر من إهتمامهم بإصلاح القلوب!! أخيرا... إذا لم تجد عدلا في محكمة الدنيا فأرفع ملفك لمحكمة اﻵخرة فإن الشهود ملائكة والدعوى محفوظة والقاضي أحكم الحاكمين.. لذلك علينا أن لا نتأمل خيرا من تلك الوجوه القبيحة فلا حياة ترجئ فيمن نناديهم!!