يبدو أن هذا المثل (ظمأ لبو) المعروف في مناطق أبين الشرقية، ومعناه العطش الذي يصاب به الناس نتيجة لقلة الأمطار وعدم وجود آبار صالحة للشرب كما هو حال منطقة لبو في السابق، والآن قد عاد مجددا، وليس كما ظن الناس أنهم ودعوا ذلك عام 71م، عندما قام الرئيس سالمين -غفر الله له- بتأسيس مشروع للمياه من منطقة امصرة إلى أقصى مناطق الوضيع مرورا بمنطقة لبو؛ لمعرفة الرئيس الشهيد بظروف هذه المناطق، وحاجتهم الملحة للماء وكان من أكبر المشاريع في محافظة أبين، ولكون لبو قد استفادت كثيرا من ذلك؛ لوضعها الاستثنائي الذي كانت تعيشه فقد أزهقت أرواح نتيجة للعطش الذي أصابها حسب الروايات التي تناقلتها -والتي انطلقنا من هذه النقطة لكتابة هذا المقال- فإن خسارة لبو كانت كبيرة كذلك عندما توقف المشروع بسبب تخلي سلطة الوحدة الفاشلة في الجنوب عن خدمات القطاع العام، ومن بينها مشروع المياه (الوضيع - امصرة) فقد سلم لمالك الأرض التي يقيم عليها؛ لتبدأ مرحلة جديدة من الشقاء والمعاناة، ولأن المشروع كان كبيرا وبحجم دولة فإن الجهة التي تسلمته لم تستطع إيفاء احتياجات الناس، وانتهى ذلك المشروع تماما بعد أعوام من وحدة الشؤم؛ ليحل محلها بيع الماء بالبوز ولهذا السبب عجزت أغلب الأسر مجاراة ذلك خاصة في لبو ونزحت أكثر من 150 أسرة إلى خارج المنطقة بحثا عن مياه صالحة للشرب؛ لتترك خلفها منازلها وأرضها مجبرة ولا حول لها ولا قوة، وبحسب علمنا أن هناك نوايا لدى السلطة المحلية بالمحافظة لعودة ذلك المشروع، فإننا نطالبهم بسرعة ذلك توافقا مع الرغبة التي يبديها رجال النخعيين الأوفياء، وعدم اعتراضهم على ذلك وهذا غير مستغرب عليهم فقد فتح اباؤهم الأوائل أرضهم ومنازلهم لأجدادنا وابائنا نحن المحاثيث عندما كانت تشح الأمطار وتشتد الكروب، هذا الجميل الذي كان وسيظل عالقا في ذاكرة أبناء لبو تتوارثه الأجيال ولن تنساه. وفي سياق حديثنا عن المعضلات التي يواجهها ساكنو المناطق الشرقية لمحافظة أبين فإننا نطالب الأخ الرئيس والأخ المحافظ استكمال الطريق الرابط بين امصرة والوضيع وسفلتته، طالما وأنه قد أنجز منه أكثر من 60%، وإذا كتب النجاح لهذين المشروعين، فإن ذلك يعد بمثابة تيجان مرصعة بالذهب فوف رؤوس من شارك وساهم في إنجاح ذلك ولهم الأجر والثواب إن شاء الله.