اتابع كغير من القراء كتابات الشباب المتنور نبيل عبد الله وأمثاله من شباب الجنوب واحترم ما يكتب رغم ما فيها من قسوة النقد على زملائه السابقين (في المجلس الانتقالي) في بعض الكتابات. ويعلم الشاب النبيل نبيل عبد الله إن المجلس الانتقالي الذي كان أحد قيادته ليس حزبا او تجمع سياسي عقائدي بل هو من اسمه مجلس انتقالي (مؤقت) ولمرحلة معينو وهو يضم ويستوعب كل من يؤمن بفك الارتباط من نظام الشمال الذي أوجع المواطن الجنوبي وأهدر الوطن والوحدة لصالح جماعة متنفذه في المركز المقدس ومعهم بعض أتباع حزب الإصلاح. نبيل عبد الله أحد الشباب المثقفين والمتنورين الذين نعول عليهم آمال كثيرة بأن يعملوا على ردم الهوة بين الجنوبيين والقاء به فيما بينهم بقدر استطاعتهم سواء كانوا في المجلس أو الحراك او غيرها من مكونات أبناء الجنوب. ومن حق الشباب المتنور توجيه النقد البناء الهادف إلى تصحيح أي اعوجاج في نشاط وعمل المكونات الجنوبية وهذا النقد الإيجابي والذي تصاحبه الدلائل الواضحة والأهم أن لا يكون نقد الاخرين بقصد السخرية أو التشهير أو تصنيف المختلف معنا بأنهم متعصبين او مناطقيتين لأننا كلنا نخطي ونصيب والكمال لله وحدة. ويوجد ما يقرب بين أبناء الجنوب أكثر ما يفرقهم لو أخلصنا النيات جميعا. وانتقاد الشباب المتنور للأخطاء وبأسلوب مؤدب والإشارة إلى الحدث المهين بالأدلة الثابتة وليس بالتنفيس عما في نفوسنا لأننا اختلفنا مع هذا المكون أو ذاك هو الذي سيجعل المخطئ يصحح أخطائه وفي نفس الوقت يجعل الناس تثني وتحترم مثل هذه الانتقادات الشباب الجنوبي المثقف والمتنور والمطلع على اسرار وخبايا ما تمر به البلاد من عام 2015م وحتى اليوم يجعله همزة وصل الأكثر أهمية لتنوير الناس بأهمية الحفاظ على ما تحقق من نصر بعزيمة وتضحيات شباب الجنوب وعدن بصفة عامة من أجل الخلاص من تبعية الفرع للأصل المزعوم. وهذا الذي جعل الجنوبيين يوصلون إلى قناعة بإن عليهم النضال من أجل الخلاص من هذا الوضع و ناضلوا من أجله من عام 2007م ولا زالوا يسيرون فيه حتى اليوم ووجود المجلس الانتقالي الذي مر على تشكيله ما يقارب سنتين هو واحد من هذه الدلائل الهامة التي فرضها الواقع لتكون في الواجهة من يوم 4/مايو/20117م ورغم أنه في الواجهة الرئيسية في المشهد السياسي الجنوبي لكن هذا لا يعني انه الملل في المشهد الجنوبي وهو وقيادته يفكر يوما بأن يكون المتضرر في المشهد الجنوبي ((الساحة الجنوبية)). والمجلس نفسه أعلن مرارا (الكاتب ليس عضو فيه)) أن باب المجلس مفتوح للدخول فيه لكل جنوبي له قناعة بتوجيهاته واهمها القناعة بفك الارتباط بنظام الشمال وهو أيضا مفتوح بمن يريد ان يخرج منه ويمارس نشاطه بكل حرية في أي مكون اخر او بشكل مستقل لان الجميع قد تعلم الكثير من أخطاء الماضي وإلى أين أوصلتنا ولا زال بعضها مؤثر على نشاطنا السياسي حتى اليوم.. لهذا فإن أبناء الجنوب عامة يعولون على الشباب الجنوبي المتنور لأنهم يريدون بناء وطن جديد حر ومزدهر وفيه مساحة واسعة لكل الوان الطيف الجنوبي لانه وطنهم جميعا وفيه عزتهم وكرامتهم ومستقبل أبنائهم. وأيادي هؤلاء الشباب المتنور النظيفة في الغالب ولهذا سوف يحترم أبناء الجنوب اطروحات الشباب المتنور بشأن وحدة الناس والاتفاق على أهم القواسم المشتركة التي توصلنا جميعا الى الخروج من هيمنة واستبعاد ونهب خيراتنا من قبل بعض المستفيدين في السلطة المركزية شمالا الذي يريدون أن نكون جميعا مجرد فرع للأصل كما يدعون وكل شي لهم ولنا ما يتصدقون به علينا فقط وامامنا كثير من الشواهد على ذلك من يوم 7/7/1994م وحتى اليوم ويفهمها حتى الشيوخ والأطفال والنساء. فشركات النفط والغاز بأغلب عامليها ووكلائها لهم وهي في ارض الجنوب وأفضل الأراضي محوشة بالكيلو لهم أفضل واكبر المناصب القيادية في الشرعية وما قبلها لهم والسلك الدبلوماسي لهم وغيرها من مفاصل الدولة. حتى أبنائهم وزوجاتهم قدهم موظفين ويستلموا بالدولار وشباب الجنوب مرميين في الشوارع وهم خريجين جامعات واغلبهم يكابدون الحياة إما بالعمل في السيارات الخاصة او الدرجات النارية أو اضطرارهم للالتحاق بالجيش والأمن والأحزمة الأمنية من أجل العيش أولاً وثانياً من أجل الدفاع عن ارضهم ودينهم من اتباع المركز المقر الذي يريدون السيطرة على الجنوب من اجل نهب الخيرات. إذا نحن أمام مسؤولية كبرى وبالذات الشباب المتنور كي يقربوا المسافات بين أبناء وطنهم ((الجنوب)). حتى يتمكنوا من فك الارتباط السلمي بنظام الشمال كما دخلنا معهم في شراكة بشكل سلمي في 22/مايو1990م ولم نكن يوما جزء من الجمهورية العربية اليمنية أو جزء من المملكة المتوكلية اليمينة. حتى نطالب بالاستقلال أو الانفصال لنا كما يعرف الداخل والعالم كله دولة عربية إسلامية جنوبية معترف بها عربيا وعالميا ومن حقنا مواصلة النضال السلمي وبكافة أشكاله من أجل العودة إلى وضعنا ما قبل مايو 90. لأنهم اغتالوا الشراكة التي اتفقنا عليها ولم يبقوا لنا أي أمل في أن نكون ضمن دولة اتحادية او خلافة. فهم يريدون الناس أن يكونوا اتباعا (رعية) ولن يقبل أي جنوبي حر بمثل هذا الوضع ولو ابتلعنا تراب هذه الأرض كشهداء أو العيش بعزة وكرامة لأبناء الجنوب جميعا ولهم وطنهم الشمال يعيشون فيه كما يشاؤون مع الحوثي ومع قطر وتركيا ومع من يريدون هذا حقهم وهم احرار فيه كما هو حق لنا أن نختار من نحب من الحلفاء من اشقائنا في دول الخليج وبقية الدول العربية والإسلامية والحكمة تقول تعيش الحر يوما ولا تحت المذلة ألف عام.