تحل علينا الذكرى الخامسة والعشرون.. ذكرى أليمة يقطر معها الوجدان دما نعيش الذكرى بجراح مكلومة يعتصر فيها مدى الشوق للأرض والوطن، والهوية، والتوق للحرية الكاملة السيادية على ارضنا ووطننا ففي مثل هذا اليوم من السابع والعشرين من ابريل عام 94 ذبحت الوحدة من الوريد للوريد على مذبح ساحة السبعين في صنعاء بفكر بربري احمق وفتوى ظالمة استباحت معها كل شيء لتجعل من الجنوب قاطبة وعدن خاصة مؤطى قدم للقادمين من هضبة ما وراء التاريخ . واليوم وبعد كل هذه المعاناة لازال شعبنا الابي يواصل نضاله وكفاحه المشروع، سائراً على درب إستعادة الدولة من براثن العدو المتربص بنا المتخفي برداء الحمل الوديع ، وعاملاً على إعادة شحذ الهمم من جديد، لمواصلة طريق العمل المضني من أجل إبقاء جذوة القضية الوطنية للشعب الجنوبي حية باقية، بالرغم من سيل الضغوط والمشاريع الخارجية الهادفة لفرض حلول تصفوية لقضية شعبنا الجنوبي، وفي المقدمة طمس حقنا المشروع بإستعادة دولتنا كاملة السيادة من خلال إهالة التراب لدفنها إلى الأبد. إن الذكريات المريرة التي شهدها الشعب الجنوبي في ليل النكبة الطويل التي تمثلت بالغزو البربري في العام 94 لم ينحصر في تلك الأيام الأليمة، بل امتدت آثارها إلى محطات لاحقة كانت اخرها اجتياح العاصمة عدن في العام 2015 والتي أًزهقت فيها أرواح عشرات الآلاف من أبناء شعبنا، بفعل آلة الحرب الظالمة لنظام صنعاء وحاشيته السياسية المتلونة بكل الوان الطيف السياسي و شريكته الفعلية في كثير من المجازر في حق شعبنا والتي رمت إلى ثني شعبنا عن التمسك بخياراته الوطنية، ودفعه إلى التخلي عن حقوقه الثابتة وفي مقدمتها حقه المشروع في استعادة دولته وهويتة كاملة السيادة. وتمر الذكرى الخامسة والعشرون في وقت بات واضحاً فيه للعالم بأسره، أن حلول التسوية المذلة المتمثلة بمشروع الأقلمة والعودة بنا الى باب صنعاء والتي حاول ويحاول دعاتها وأنصارها تمريرها علينا بصور شتى ، قد سقطت تحت وطأة تعاظم فعل الكفاح الجنوبي، حيث شكل فعل المقاومة المستمرة، الجدار السميك الذي ارتطمت به مشاريع العدو الباحث عن مشروعيته الضائعة على اسوار صنعاء ومن حالفه من وراءه. فقد باتت الحقائق ماثلة في وجه اللاهثين وراء المشاريع الصغيرة، وهي حقائق تكرسها كل يوم وقائع الصمود في الدفاع عن حدودنا وثوابتنا الوطنية المتعاظمة وفق المعايير التي افرزتها الحرب الأخيرة في العام 2015 والتي اريد منها إعادة اجتياج الجنوب مرة اخرى وإلحاقه من جديد لحكم الهضبة الزيدية إلا ان الإرادة الشعبية الجنوبية قالت كلمتها الفصل واذاقت الباغي درسا لن ينساه ابدا إن جنوب مابعدالعام 2015 ليس جنوب ماقبلة والجرح الغائر فينا لازال يقطر دما وقطراته تشربته الأجيال تلو الأجيال فلا حق ضائع وراءه مطالب وهيهات إن كان المطالب شعبا عظيما كشعبنا .