حين تحاول الدخول الى عقلية شباب هذا المجتمع ،، ترى انك قد اصطدمت في دوامة كبيرة خاصه في عقول شباب المجتمع الجنوبي قد يحمل البعض هذا الاختلال لتطور التكنلوجي المعاصر في كافة المجتمعات الدولية حتى من لا يزالوا يعيشون الغابات والاذغال ،، ولكن ان تصبح هذه الافكار تصب لمعطيات خارجه عن الواقع ومتاصلة بالفكر المتعصب الذي لا يعتمد على البحث والتاكد تصبح هذه الافكار ناقوس يدق ابواب مضاجعنا ليعلن عن انفجار فكري متعصب خطير جدا . فقد لا حظنا منذ الوهلة الاولى للوحدة اليمنية بوجود خارطة ممنهجة القصد منها ازاحة الفكر الثقافي لشباب الجنوب والوعي الاخلاقي الذي تميزوا به امام كافة المستويات والمحافل الدولية نرى ان هذه الخارطة كان المعنى منها هو تحطيم هذه الثقافة من هؤلاء الشباب لانها كانت ترفع من مستواهم وتحط من مستوى ابناء الشمال فكان الزاما على تلك القوى ان تضع الخطط وترسم الطرق لهدم هذا الصرح والمخزون الثقافي المثوارت بين اجيال المجتمع الجنوبي . فكان احدى هذه الخطط هي تهميش دور التعليم من خلال وضع ادنى المناهج الدراسية لتدرس لهم وهذا قد يكون من الممكن تجاوزه ،،، ولكن حتى يستكمل الهدم لابد من هدم الاساس ألا وهو هدم دور المعلم ،، وجعله لا قيمة له بين طلابه تقليل من اجره عدم اشباعه بدورات تذريبية تتناسب مع الوضع الجديد الزامه بتذريس المنهج دون الخوض في نقاش على طريقته . وهناك الكثير والكثير من هذه الخطط التي استهذفت الكيان التعليمي في الجنوب ،، حتى صار الطالب يستطيع الحصول على شهاداته فقط من منطلق الغش الممنوح لهم بينما كان الالتزام وعملية الاستيعاب لطالب من اهم المرجعيات التي كانت الحكومه انذاك تسعى لتطبيقه اما الان صارت الرقابة الشديدة على طلبة الشمال والاهتمام بالتذريس واحترام لدور المعلم ورفعه الى اعلى المستويات وتوفير كافة التطلبات التي تخص المعلم في مجال التعليم . راودتني قصه حدثث لي اثناء احدى لقاءتي مع الاستاذ / فضل الجعدي الامين العام المساعد للمجلس الانتقالي مع بعض الشباب حيث اوجز في حديثه وتطرق له بان شبابنا في الجنوب تحلو باخلاق المجتمع المتخلف في الشمال بينما ابناء الشمال زرعو لانفسهم ثقافة ورقي الانسان الجنوبي وصارو يتمتعون باسلوب متحضر اكثر منا ويعود ذلك الى السياسة المتعمدة التي كانوا يفرضونها على ابناء الجنوب والتي من خلالها اوصلت حال ابناءنا الى ادنى المستويات . لهذا نحتاج الى ثورة ثقافية ونهضة حضارية ترفع من انفس شبابنا وتزرع في انفسهم الثقة لتخطي هذا المنعطف الخطير على مستقبل حضارتنا القادمة.