شهدت مدينة الغيظة وقفة احتجاجية لقبائل وأبناء محافظة المهرة تلبية لدعوة قبائل "بيت صار" للتنديد بما تعرض له وزير الدولة اليمنية، محافظ المهرة السابق، الشيخ محمد عبدالله كدة، الذي وضعته السلطات السعودية تحت الاقامة الجبرية، ومنعه من مغادرة الأراضي السعودية والعودة إلى المهرة. وأعتبر المجتمعون في الوقفة الاحتجاجية التضامنية مع الوزير محمد عبدالله كدة، سابقة خطيرة على محافظة المهرة، كون الشيخ بن كدة أحد رموزها القبلية، وأحد الوزراء الموالين للحكومة الشرعية. وناشد بيان عن الوقفة الاحتجاجية التي شهدتها مدينة الغيظة، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من أجل التدخل السريع في القضية، والضغط على السلطات السعودية لرفع الاقامة الجبرية عن وزير الدولة محمد بن كدة، معتبراً أن التأخير في القضية سيصعد من الاحتقان القبلي والشعبي في محافظة المهرة. وأكد البيان الصادر عن الوقفة الاحتجاجية على مواصلة أبناء المهرة وقفاتهم الاحتجاجية، وإتخاذ خطوات تصعيدية متواصلة حتى رفع الاقامة الجبرية عن وزير الدولة اليمنية. أستهداف رموز المهرة ويرى مراقبون، بأن القيود التي فرضت على الوزير بن كده قد تأخذ منحنا قبليا وشعبيا آخر بحيث لم يعد من المجدي تجاهله أو إخفائه، وهذا بالطبع يعود إلى تركيبة الاحلاف القبلية التي لا تزال محافظة المهرة تتمسك بها كعرف سائد في المجتمع , بعييداً عن المؤثرات القبلية و المناطقية التي حاولت بعض القوى أن تظهرها مؤخرا، ولكن في الأخير أتى الاصطفاف القبلي للمطالبة برفع القيود عن بن كده. وأكد المراقبون أن تمدد التحالف في المهرة من أجل أستهداف رموزهم و شخصياتهم الأجتماعية والوطنية, وهو ما جعل التحالف العربي أمام التراجع عن المشروع الوطني ألا وهو "أستعادة الدولة ودعم الشرعية" لتتجه صوب فرض أطماعها الخفية القديمة. تأزيم الأوضاع وفي ذات السياق، قال السلطان عبدالله بن عيسى آل عفرار رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى، أن وضع محافظ المهرة السابق الشيخ محمد عبدالله بن كده تحت الإقامة الجبرية في المملكة العربية السعودية لن يزيد الوضع إلا تأزماً. ودعا السلطان بن عفرار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وقيادة التحالف العربي الذي تقوده السعودية، إلى رفع القيود عن الوزير بن كده ليتمكن من العودة إلى دياره في محافظة المهرة. مشيراً، أن محافظة المهرة لديها ما يكفيها من الاحتقانات ولسيت بحاجة إلى المزيد من تأزيم الأوضاع وتعقيده الذي لا يخدم أحد. وأكد السلطان بن عفرار أن هذه الخطوات التي قامت بها السلطات السعودية لا يمكن أن يقبل بها أبناء محافظة المهرة. موضحاً أن تداعيات القضية ستؤثر سلباً على الأمن والأستقرار في المحافظة التي يجب أن يكون الجميع حريصاً على أستتاب الأوضاع في هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر بها المهرة. تعسفات سعودية من جهته قال الصحافي أحمد بلحاف، عضو اللجنة الاعلامية لاعتصام المهرة، أن وضع وزير الدولة محمد عبدالله كده، تحت الإقامة الجبرية في السعودية، أمر غير مقبول. وأوضح، أن تلك التعسفات ليست جديدة على النظام السعودي، وسبق وإن مُنع رمز من رموز المهرة في فترة سابقة من مغادرة الاراضي السعودية وظل محجوزاً لفترة طويلة. موضحاً علينا أن نعي جيداً أن كل هذا يأتي في محاربة المهرة أرضاً وإنساناً. ولفت بلحاف، أن معاناة أبناء المهرة من قبل النظام السعودي مستمرة منذ ثلاثة عقود، والسعودية اليوم تتمدد في المهرة، مستغلة ظروف الحرب على اليمن وتمارس كل أساليب الاحتلال وتحاول زرع الفتنة بين قبائلها، ولكن وعي أبناء المهرة سيفشل مخططات النظام السعودي التدميرية. بدوره قال الناشط سعد محامد، إن التنديد الكبير من جميع القبائل المهرية والتضامن مع الوزير بن كدة بعد منعه من الخروج من السعودية أعطى انطباعاً قوي ورسالة واضحة بأنه لايزال في المهرة رجال لا يرضون بأن تُهان كرامتهم ولا تُمسس قياداتهم وبأن هناك شعباً خلفهم لا يسمح بحدوث أي من تلك الأمور. *من أحمد باعباد