لكل عظيم ظهر على وجه الأرض لحظات تاريخية تبدأ من نقطةٍ ما، وتنتهي بموته ، لكنه في الحقيقة لا يموت ، حيث يبقى حياً في ثمار عظمته، ويُكتب له خلود ، تتوارثه الأجيال . العجيب في الموضوع : أن العظيم هذا تبرز عظمته من خلال أحداث تَشَارك فيها الكثير من معاصريه ، وهذه المعاصرة تجعل بعضهم يخلُد بخلود تلك العظمة ، ولو كان في نفسه حقيراً أو عادياً ، لكن الروح التي تسري من تلك العظمة تنفخ فيما حولها الحياة . خذ مثلاً : أعظم رجل في التاريخ { محمد بن عبدالله بن عبد المطلب صلوات الله عليه} ما أكثر الأشياء التي خلدها ذكره : فقد كان له حمار يدعى(عُفير) مات في حجة الوداع تأمل بالله : فقد خُلِّد اسم الحمار : بل وسنة ومكان وفاته. وكانت له بغلة يقال لها (دُلدُل) بقيت إلى زمن عمر بن الخطاب حتى تساقطت أسنانها، فكان عمر يدقُّ لها الشعير ويخلطه بالماء ويناولها بيده رجاء بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذه البغلة أصلها مصرية أهداه إياها المقوقس عظيم القبط. وكانت له ناقة يقال لها (القصواء) وكانت له شياه أسماهن { ثمر ، عجوة ، زمزم ، سُقيا ، بركة ، ورسة، إطلال، إطراف } وكانت في المدينة آبار شرب منها وهي: {بُضاعة ، جاسم ، غرْس ، العبيرة، رومة، أبي أنس ، } وخلد القران كلب أصحاب الكهف فذكره مرات . لحظات العظمة مثل الريح اللقاح التي نحتاج أن نغتنمها.