لدينا حكومة عرفناها انها فاشلة و فاسدة، و اليوم ينضاف الى القابها لقبا جديدا و هو وزارة منافقة. رحم الله كل موتانا، و لكننا نرى حكومة النفاق عندما يموت أحد رجالها ماذا تعمل، الأهتمام الزائد، و فتح بيت العزاء في احد الفنادق، و منحه الراتب التقاعدي، و لكن عندما يموت عامل النظافة، لا يحترمون حتى آدميته، مات عامل النظافة في عدن و هو على رأس عمله، و لم تلتفت له حكومة النفاق، بل تم نقله بسيارة القمامة الى مثواه الأخير. يجب ان يحظي عامل النظافة بكل الاحترام والحب لدوره الكبير في نظافة المجتمع، كان يجب على حكومة النفاق ان تحترم عامل النظافة و مهنة عامل النظافة، علينا ان نعترف ان عمال النظافة يعملون بصمت و لا نشعر بمعاناتهم و علينا ان نعترف بشهادة في حق عمال النظافة؛ لولا أن سخرهم الله تعالى لامتلأت البلاد بالأمراض والأوبئة و هلك الناس و استحالت الحياة فلهم منا عظيم التقدير و الامتنان. سؤال نوجهه لأنفسنا ماذا لو امتنع عمال النظافة عن العمل ثلاثة أيام؟ ماذا سيحصل؟ دعونا نتخيل إن استطعنا أن نتخيل. في الدول المحترمة مثل اليابان و سلوفاكيا و الصين يقيمون التماثيل لهؤلاء البشر، و لأن حكومتنا برئاسة معين عبدالملك غير محترمة استكثرت ان تعزي أهله و تنقله بإحترام الى مثواه الأخير. الخلاصة: احترموا مهنة عامل النظافة وخففوا عنه الجهد في التنظيف على الأقل بإلقاء القمامة في مكانها و ليس في الشارع. علموا أولادكم احترام العامل و تقديره و أن يبتعدوا عن الاستهزاء به و أن يتعاملوا معه بذوق و أدب. تخيلوا الحياة دون عمال النظافة ستعرفون قيمتهم. وجوه نراها كل يوم منذ وقت الفجر أول النهار حتى آخر اليوم في الظهر و حر الشمس يلفح الوجوه، فئة بنظر الكثير من الناس أنّها دونية لا ترقى للمستوى، يتقززون منهم و هناك من يحتقرهم و منهم من لا يتوانى عن توبيخهم، و هناك من ينظر إليهم بعين الرحمة يحترمهم و يشفق عليهم و يقدرهم. الدكتور علي محمد جارالله 3 شوال 1440ه 6 يونيو 2019م
