عندما تقام بطولة عالمية في بلد ما، فمن الطبيعي تتسابق الشركات ورجال الأعمال من أبناء ذلك البلد للإسهام في رعايتها، وبذل الغالي والنفيس من أجل إنجاحها، ووضع بصمتهم فيها، خدمة لبلدهم، وتشجيعا لتكرار إقامة هذه البطولات مستقبلا. هذا جانب، ومن جانب آخر يستطيعون تحقيق أهداف تخدم أعمالهم وتجارتهم، من خلال تسويقها، وهذا ماتنتهجه الشركات في مختلف الدول، فالفوائد متعددة وكثيرة في ذلك. اليوم تستعد اليمن لاستضافة حدث عالمي كبير يتمثل ببطولة العالم للملاكمة العربية للمحترفين في 28 من الشهر الجاري، بمشاركة أبطال عالميين وعرب في اللعبة، وحضور شخصيات سياسية ورياضية من أوروبا والوطن العربي، وسط إهتمام كبير من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية وبشعار *"الأخوة السعودية الإماراتية اليمنية"* الذي يحمل دلالات عدة، في تعزيز العلاقات الاخوية وتجسيد المحبة والسلام في اليمن و الوطن العربي والعالم قاطبة. رغم كل ذلك، لم يكن اهتمام وتفاعل رجال الأعمال اليمنيين في الداخل والخارج، ممن يملكون ويديرون شركات ووكالات متنوعة بالمستوى المأمول، بل و وضع ذلك التجاهل علامات استفهام كثيرة حول ردة الفعل التي لم تكن متوقعة منهم، فالبطولة في بلدهم، ومن لا خير فيه لبلده ووطنه وأبناء جلدته، فلا خير فيه للغير. وسط كل تلك الخيبات، أنبرت *شركة الياقوت الأحمر* السعودية برئيسها التنفيذي *الأستاذ القدير عبدالإله الزير*، حاملة راية التحدي والعزيمة في تنظيم البطولة، وتسخير كل ماتستطيعه وأكثر من إمكانيات وقدرات في الترتيب والتحضير لإنجاحها، في موقف تأريخي يأتي إمتدادا لتضحيات الأشقاء في المملكة العربية السعودية من أجل اليمن، وإعادته سعيدا كما كان. كانت كلمات الزير في المؤتمر الصحفي الأول للبطولة رسالة قوية، بعتاب مبطن، عندما دعا رجال الأعمال اليمنيين، وخصوصا الحضرميين- حيث ستقام البطولة في محافظتهم- دعاهم للإسهام برعاية ودعم البطولة، وفَتَح المجال أمامهم للمشاركة في هذا الحدث العالمي الكبير، واضعا إياهم في حرج شديد، فمن الطبيعي أن يكونوا هم الداعين لرجال الأعمال الأشقاء، وليس العكس. المستوى الكبير الذي ظهرت عليه الترتيبات الحالية للبطولة، والتفاعل الكبير من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية، يعكس التخطيط السليم والاحترافي لشركة الياقوت الأحمر، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للملاكمة العربية للمحترفين، رغم الصعوبات الكبيرة من مختلف الجوانب، والوقت الضيق. كما يُظهر ذلك الإصرار الكبير للرئيس التنفيذي للشركة في إنجاح هذه البطولة التاريخية، وتقديم الوجه المشرّف لليمن، وبعث رسالة للعالم بأن اليمن تواق للأمن والمحبة والسلام. رسالة أخيرة لرجال الأعمال اليمنيين، مازال الوقت متاحا أمامكم، لوضع بصمتكم بقوة في إنجاح أكبر تظاهرة عالمية في اليمن، بدعم البطولة بكل سخاء والسعي لإنجاحها، فبلدكم يستحق منكم التضحيات الكثيرة، ومن المعيب أن يتسابق الأشقاء للوقوف مع اليمن، فيما أبناؤه يغردون خارج السرب!!
