كنت قد كتبت مقالا على صدر هذه الصحيفة المتألقة دائما بعنوان (ظمأ لبو ذهاب وعودة) في عدد سابق، وهو مرتبط أساسا بمشروع (امصره-الوضيع) للمياه، طالبت فيه الجهات المسؤولة في م أبين ممثلة بالأخ المحافظ بضرورة عودة ذلك المشروع الحيوي الهام الذي توقف منذ سنوات لأسباب سياسية بحتة فرضتها سلطات الحكم في صنعاء ما بعد 94 على المواطن الجنوبي؛ لتدمر كل ما هو إيجابي وجميل كان قد صنعه بحجة فشل القطاع العام، ولأن البنية التحتية لذلك المشروع ظلت قائمة رغم التوقف لأكثر من عشرين عاما فقد ساعد ذلك في سرعة الإنجاز لمتطلبات المواطنين ولم يبق إلا افتتاحه وضمه إلى إدارة المياة أبين؛ لتتولى إدارته وتشغيله مع وضع الحلول والترتيبات لأوضاع عماله الذين أفنوا حياتهم في خدمة ذلك المشروع، حتى ولو كان ذلك يتطلب تدخل رئاسي، ومن البشارات التي جاءت متزامنة مع عودة الحياة لمشروع امصرة الوضيع هو ما يجري العمل فيها هذه الأيام على قدم وساق، عندما تطوع وبسخاء (آل دوفان) وسمحوا بحفر أربع آبار ارتوازية في أرضهم تكون حصرية لمدينة لودر، هذه المدينة الباسلة ذات التاريخ السياسي المجيد، والذي سوف نتكلم عنه في عدد لاحق، أما افضال وخير هذه المدينة فإنه يصل إلى جميع المناطق، فهي تفتح أسواقها منذ الصباح الباكر على مدار الأسبوع كي يقتني الناس اشيائهم وبيع مواشيهم ومنتجاتهم في سوق هذه المدينة الذي ربما يكون الأشهر على مستوى الجنوب، ومن الأمور المهمة التي يجب أن يضعها القائمون والمهتمون لتلك المشاريع نصب أعينهم من الآن، هو إيجاد بديل لضخ الماء العذب لأن الاستنزاف الهائل الذي ستحدثه هذه المشاريع قد يعجل بنهاية ذلك المخزون مهما كان احتياط المياه فيه، كذلك من أهم الأمور التي تساعد على بقاء ديمومة الحياة لهذه المشاريع العملاقة هو ترشيد ضخ الماء، والبحث عن آبار جديدة وما أكثرها ليس من الضروري أن يكون الماء المستخرج منها عذبا ويكون الغرض من ضخه شرب الحيوانات والغسل ويكون ضخ الماء الصالح للشرب في أوقات معلومة بالتناوب بين المشاريع لكي يتمكن المواطن من حفظها في خزانات وتكون خاصة لطهي الطعام والشرب.. هذا المقترح أراه مهم وضروري لبقاء تدفق المياه من ذلك الحقل مالم فإن جفاف الآبار سيأتي لا محالة ويكون قد خسر الكل طالما وان هناك إمكانية لتفادي ذلك، فإننا نطالب من الآن بوضع الحلول قبل أن نفقدها ونفقد عذوبة الماء الزلال الذي خص الله به هذه المنطقة. ولأن هذه المشاريع كبيرة فإن أجرها سيكون أكبر بإذن الله لكل من ساهم وشارك في تحقيق هذه المكاسب أكان من السلطة أو ادارة صندوق أو من أبناء المنطقة. والتهنئة والشكر للشاب النير والسياسي المتمكن محسن صالح دوفان مدير مؤسسة كهرباء ومياه الريف، الذي سمح بحفر آبار مشروع لودر في أرضه الخاصة قاصدا من ذلك الأجر والثواب لمن سبق من أهله وذويه وغير منتظر جزاء أو شكر من أحد.. والله من وراء القصد.