عدن بطبيعتها المدنية وقبولها بمختلف اطياف والوان العمل السياسي والاجتماعي على مدى أعوام طويلة - مضت - وستبقى كما عرفها الكثيرون حاضنة لمحبيها، غير مبالية بكيد الكائدين ومكر الماكرين الساعين لخرابها ودحر معالمها الانسانية والاجتماعية والثقافية.
إن ما يشاع عن تحضيرات لتنظيم مسيرة بمحافظة عدن من قبل حزب الإصلاح - باعتقادي - ستتحول إلى كارثه إذا ما تنفذ ما يشاع ايضا، أن الإصلاح سعى لحشد مجموعات بأعداد هائله من خارج المحافظات الجنوبية، لأن في ذلك نوع من الاستفزاز والاحتكاك - الغير ملعن - مع مجاميع الحراك الجنوبي وأنصاره، وهذا ما نخشاه ولا نرغب بحدوثه - على وجه الخصوص - بعدن، فلماذا لا يشحد الإصلاحيون قواعدهم وأنصارهم من المحافظات الجنوبية أسوة بالحراك الجنوبي، بدلا من لجوئهم لحشد قواعدهم من خارج الجنوب! هذا إذا كان لديهم قواعد ممنهجة لهدف واحد بالمناطق الجنوبية، سأترك للإخوان حق الرد إذا ارادوا ذلك.
إذا افتراضنا جزافا تعند الإخوان وتمسكهم بتنفيذ تظاهرتهم، سيكون أثار ذلك سلبيا على عدن وسمتها المدنية رغم اننا لم نلمس تلكم الصفة - المدنية - منذ بداية حركة الاحتجاجات الثورية وتحديدا منذ تولي شخصيات إخوانية زمام السلطة التنفيذية بمدينة طال عنائها وطال صبر أبناءها الباحثين على أبسط حقوق المواطن الكادح، لذا من حق أي جهة إقامة تظاهرات ومسيرات لكن مع الالتزام بأخلاقيات عدم ابتزاز بقيت ألوان الطيف الاجماعي، كحشد مناصرين من خارج النطاق الجغرافي للتظاهرة، فإذا قارنا بين حشد مناصري الحراك من خارج عدن، نرى بسلاسه أن الحراك التزم بالنطاق الجغرافي - الجنوب - وكتفى بذلك مع وجود مناصرين شماليين الأصل لكنهم من سكان نفس النطاق، فهذا ما يكفل لهم حق المناصره والمشاركة بتظاهرات الحراك الجنوبي... لعقلاء الحراك والإخوان ... إنها عدن !!!
إنها حاضنة ومعلمة لكل ساكنيها فهي كالأم لا تفرق بين اطفالها رغم اختلاف ألوانهم وأهدافهم، فلابد ان يفهم الجميع حراك وإخوان وشعبي عام وغيرهم أن هناك مؤامرة تسعى لتحويل عدن لحاضنة اقتتال على أن يتم استخدام ابناءها كأداء، وما حصل بكريتر قُبيل أيام لدليل واضح لما حذرنا منه مراراً بصفحات الفيس بوك وبوسائل أخرى.
أقولها وكلي ثقة بأبناء عدن العقلاء أنهم لن يسمحوا بتنفيذ تلك المؤامرة الممنهجة الساعية لهدم السلم الاجتماعي العدني الأصيل، فاختلافنا بآلية التعبير عن حبنا لعدن - وتمسك كل منا بمعتقداته - لا يبرر تبادلنا للاتهامات وتخوين بعضنا، فالمخيف هنا تجاوزها لحد التكفير أحيانا والخ، من ما يساعد في اتساع فجوة العداء الاجتماعي بين أبناء الأرض الواحدة "عدن"، أتمنى أن لا أكون مثل ما قاله المحضار بمغناة أبو أصيل "لا تنادي تتعب أنت لو تنادي تتعب". والسلام تحية،