1/ تحتفظُ مخيّلتي بشريط ذكرياتٍ مخملي الدّلالات والمحتوى ، ووقائعه تصورُ لحظات مابعد إنكسار الحوثعفاشيين ومطاردتهم الى خارج عدن ، وفي طيّاته تتجلّى معالم الفرحة الطّاغية على كلٌ الوجوه التي كانت عابسة منكسرة قبل ذلك ، كما وتعابير الحفاوة فيه وبمبالغةٍ بكل 0ماراتي يجوب شوارعنا متأزراً ببزّته العسكرية ، بل وحتى بمرور 0ليّة عسكرية 0ماراتية على أديم الطريق .. 2/ اليوم ، في الشارع ، وفي وسائل التواصل ، يصدمني تذمٌر البعض من الوجود ال0ماراتي في جنوبنا ، والبعض يعترض ويرفض هذا الوجود ! وكم هو صادمٌ عندما يتمادى منهم ويوصمك بالممالاة وربما بالعبودية للأمارات ! مع ان كل هؤلاء مجرد شرذمة ليس إلا ، ولكن الأمر لافتٌ ولاشك . 3/ هنا لاأدري لماذا تحوّلت ذاكرة البعض الى مثيلٍ لذاكرة السمك ، فهو ينسى ماحدث معه خلال عشر دقائق وحسب ، ولاحظوا أنه يعود ثانيةً الى نفس الصنارة التي كادت تصطاده قبل لحظات ! لكن نحن - الجنوبيين - شعبٌ معروف بالأصالة ونُبلُ المحتد وبالعرفان بالجميل ، وايضاً نُجيدُ التّمييز بين الغث والسمين .. ولكن .. 4/ الأكيد ، أنه لايذمٌ ال0مارات اليوم إلا خصوم الجنوب وقضيته المشروعة ، وبينهم من يردد ذلك وبدون وعيٍ ، ومنهم بُسطاء الإصلاح المُغرر بهم ، أي الذين لايدركون كِنَة الأجندة الخفية التي يحملها كِبار كهنةِ الإصلاح وعرّابيه ، وكذلك أتباع كبار لصوص الجنوب وعلى أساسٍ مناطقي بحت ، والنفعيين الذين أغرتهم المصلحة وبالفُتات من هؤلاء الكبار ، والسُذّج الذين يتلقفون كلٌ مايشاع ويروجونه و .. و .. 5/ الأكيد ايضاً ، أن كل هؤلاء تناسوا أيام حربنا مع الحوثي ، حينها كانت العيون معلقة بالجباه ومفتوحة على سعتها هلعاً ورعباً ، وذلك لأن قذائف الحوثي كانت تدكٌ المنازل بلارحمةٍ ، وتمزق الأجساد بلاتمييز بين صغير وكبير ، ومديريات عدن تُفرغُ تباعاً بالهروب الى خارجها ، حتى جاءت ال0مارات بمددها ، وإختلط مقاتليها بمقاتلينا ، وصدوا الحوثي حتى كسرهِ ودحره .. لكن هؤلاء تناسوا كل هذا ، وتناسوا كل الخيرات التي قدمتها ال0مارات وماانفكت ، وهي لايتّسع لها الحيز هنا . 6/ لقد أنهكت السلطة الشرعية وعبثت بجغرافيتنا منذو التحرير وحتى اللحظة ، وهذا على كل المستويات والصعد ، وكلٌ هذا سهّل رواج حالة العبث بالوعي الجمعي للناس هنا ، وسهّل إختراقهم لتمرير مشروعهم لإستمرارية وحدة السؤ ، وكانت أول جبهاتهم هي تحييد ال0مارات الشريك الفعلي لجنوبنا ، ومايجري اليوم هو على خلفية ذلك لولا صحوة ومقاومة مجلسنا الإنتقالي والناضجين من شعبنا .. 7/ الشقيقة ال0مارات بحكامها وشعبها ليس في وارد حساباتهم ولا في تأريخهم أي شكل من أشكال الإستعمار لل0خر أياً كان ، فتأريخهم ناصع البياض ، وهو يشهد لهم في بقاع كوسوفو في 0قاصي البلقان بعد الإحتراب ، وفي مصر ومعظم أفريقيا وأكثر من بقعة في الأرض ، فهم لم يحتلوا شبراً في أي بلدٍ في المعمورة .. 8/ الأهمّ ، أنّ جنوبنا بيئة طاردة للإحتلال أصلاً ، وهذا يعرفهُ الجوار قبل الخارج (( نحن لم نقبل ببريطانيا بعظمتها )) فنحن قارعنا ونقارعُ الإحتلال الشمالي الذي جاء بخديعة وحدة السؤ ، وشعبنا بصلابته ووعيه وبطبيعته المت0صلة فيه برفض الإستعمار ، وكلٌ ذلك مثّل اللقمة القاتلة والخازوق في جسد الشمال المُترنح اليوم ، وبعد أن تفككت منظومة الهيمنة فيه وتشرّدت في بقاع الأرض .. هذا الإحتلال من أدواته الإشاعة الرخيصة على الأمارات والتحالف ، وعلى رأسه السعودية التي تُقصفُ اليوم بصواريخ الحوثي وطائراته المسيّرة ، وهم يتحاورون من وراء الكواليس مع هذا الحوثي !! ولذلك علينا أن لاننساق خلف إشاعاتهم ، ونستوعب مايدور بحنكةٍ ووعي .. أليس كذلك ؟!