لم يتركوا اليمن تغرق في فوضى الربيع العربي فجاءوا (بمبادرة خليجية) قادت إلى إسقاط منظومة علي صالح الفاسدة واستبدلوها بمنظومة حُكم جديدة انتقالية توافقية على رأسها هادي رئيساً شرعياً بنائب ورئيس وزراء توافقي وحكومة ونظام مدني جديد بدأت ملامحه في مخرجات الحوار الوطني الشامل (بعدالة انتقالية وحُكم رشيد) و(حل القضية الجنوبية على أساس الإرادة الشعبية) وسارت الخطة بنجاح لولا الانقلاب الحوثي على المرجعيات (المبادرة الخليجية) و(مخرجات الحوار الوطني) أدى إلى حرب يمنية شاملة وبدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية. في العام الأول من الحرب وبدعم من التحالف العربي تم تحرير ما مساحته (85%) من مساحة اليمن من الحوثيين وهي مساحة واسعة صارت في قبضة وسيطرة وهيمنة (التحالف العربي والشرعية) وبات من المتوقع والطبيعي واللازم الشروع بالعمل بمرجعية المبادرة الخليجية لكنهم تراجعوا عنها وأطاحوا بنائب الرئيس/رئيس وزراءه التوافقي الذي جاءت به المبادرة الخليجية وأعادوا نفس منظومة علي صالح الفاسدة التي اسقطتها المبادرة الخليجية في أول انقلاب (تحالف/شرعي) عجيب على (المبادرة الخليجية) بعد الانقلاب الحوثي. (85%) من مساحة اليمن محررة.. (80%) منها أراضي جنوبية باتت في قبضة وهيمنة وسيطرة (التحالف العربي والشرعية) وكان من المتوقع والطبيعي واللازم الشروع بالعمل بمخرجات الحوار الوطني الشامل (بعدالة انتقالية وحُكم رشيد) و(حل القضية الجنوبية على أساس الإرادة الشعبية) واليوم نقترب من العام الخامس وما رأينا (عدالة انتقالية وحُكم رشيد) وما رأينا (حل للقضية الجنوبية) في انقلاب (تحالف/شرعي) عجيب آخر على مخرجات الحوار الوطني بعد الانقلاب الحوثي. (85%) من مساحة اليمن محررة (80%) منها أراضي جنوبية بثرواتها وبحارها وخيراتها باتت في قبضة وهيمنة وسيطرة (التحالف العربي والشرعية) وباتت جذيره بالإعمار والبناء والتنمية وإعادة تأهيل الدولة فيها بمؤسساتها وخدماتها كما وعدوا وتعَهدوا وما رأينا إلاَ أنهم أجهزوا وبضربة قاضية على ما تبقى من الدولة ومؤسساتها وخدماتها في انقلاب أخلاقي فريد جعلوا به الجنوب وشعبه في أقصى درجات الفوضى فساد وإفساد في الحقوق والأمن والخدمات.. فتن دسائس وصراعات سياسية وحزبية وجهوية مليشيات عديدة وولاءات متعددة فلا دولة شرعية قائمة ولا دولة جنوبية قادمة ولن تقوم لها قائمة حتى يؤمن شرها بما كان لها من تاريخ مشاغب. أما (العاصمة عدن) فهي لحالها في نكبة حقيقية ودمار شامل في بحرها وبرها وجوها فاق في أربع سنوات ما فعله علي صالح وعصابته في 30 سنة. عدن اليوم عاصمة للكلاب الضالة والفئران القارضة لم يبقى إلاَ أن نتعايش ، لا دولة في عدن إلاَ من حركات إعلامية ، مؤسساتها ضاعت وعملتها ضاعت أمنها ضاع وأهلها في شدة شديدة في الكهرباء والماء والغلاء والناس دائخة بين ضنك حُمى وضنك عيش وقد أضاعوا منها كل شيء إلاَ من أموال مريبة وسلاح فالت ومخدرات سامة وجيل غريب دخيل عليها ليس من أهلها يفعلون فيها الفعايل. ذلك هو الجنوب المحرر في قبضة وهيمنة وسيطرة التحالف العربي والشرعية وما يعيشه من واقع عجيب مذهل وموجع مثل النازلة. وما بقي غير (15%) فقط من مساحة اليمن لا تزال في قبضة الانقلاب الحوثي والأُمة في حالة انتظار لتحريرها حتى ترى مصيرها.