منذ إن أعلن عن خوض قوات جيشنا الوطني معركة نوعية جديدة بدعم وإسناد من قوات التحالف حتى ظهرت تفاصيل مخجلة وأدت وأفسدت خطة التقدم وكشفت عن نتوءات وفجوات غائرة في جسدنا لا تكاد تردم. من المؤسف أن تنتج مؤسستنا العسكرية جملة من التناقضات بعضها فوق بعض أثرت بشكل أو بآخر على مجريات الأحداث في مسرح القتال وبقليل من المكاشفة نجد أن مجرد نزاع شخصي بين شيخ القبيلة محافظ محافظة الجوف أمين العكيمي وقائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء هاشم الأحمر قد أسفر عن تقسيم المقسم ونتج عنه فرز جديد وتوزيع المنطقة لمحاور متفرقة فقط لتجريد قائدها العسكري من صلاحياته انتصارا للشيخ وللقبيلة ولمركز النفوذ الحزبي ، ولأن قرار استقدام الأخير كان بدعم سعودي خالص فقد ارتأت الرؤى تكليفه بمهمة نصر 3 لإدارة عمليات خطة التقدم بجبهة نهم " الواجهة الأم لصدارة المعارك صوب صنعاء ؛ في حين تركت مهمة إدارة المنطقة السادسة للشيخ العكيمي الذي يتربع محيطة بدعم حزبي وقبلي ضمن مسلسل الهيمنة وتقاسم النفوذ ؛ هاشم الأحمر القائد المدلل أستبشر بخطة التقدم تلك إلا أن العبث المالي الذي رافق إدارته للمهمة اعاق استكمالها وافقده مصداقية الحركة والإعداد لدى شركاء المعركة ، أيضا أسهم هذا اللغط والخلط الغير مدروس في توزيع الأدوار على إضفاء حالة من الاستياء افسدت رغبة قيادة المنطقة السابعة الخاضعة لذات السياسة والممانعة من التعاون الجاد مع قيادة فرضت عليها كبديل لإنجاز مهمة هي في الأصل جزء من اختصاصاتها تقوض من صلاحياتها دون إدراك لشؤونها مما عزز قناعة لدى قيادات تلك الألوية المنضوية ضمن تكتل المنطقة العسكرية السابعة بتجاهل الاعداد للمهمة بالشكل المطلوب وشتراطا للمزيز ؛ العقيلي فاقد الأهلية في مسار تحركاته لم يدرك بعد أن إدارته الأكاديمية تفتقد للخبرة الميدانية وللتوازن التوافقي فالانجراف دون بصيرة لا يساعد على خلق بيئة صحية تشاركية في إدارة الصراع. لقد أسهم سلبا في إدارته لهيئة الأركان بشهادة نخبة من معاصريه خلفت حالة استعصاء لمجمل مهامه ميدانيا وضعف شخصيته ، وفي ضوضاء ومعترك النفوذ تغتنم ميليشيا الحوثي غالبية تلك الفرص للانقضاض على المزيد من المواقع في صرواح ومهاجمة حراسنا الذين يتضورون جوعاً بسبب فقدانهم لبوصلة الحقوق ومزاجية صرف المرتبات دون انتظام أو ثبوت ، الجوف أيضا رغم ممانعة قيادات الويتها العسكرية الانخراط تحت إدارة قائد أركانها المعين حديثاً العقيد مجاهد الغليسي بسلطانية للعكيمي إلا أنها تعيش حالة احتقان وغليان يوشك على النضوب ، كذلك هو الحال في المنطقة العسكرية الثالثة فكمية التخاذل وعدم الوفاء بإرسال تعزيزات إمداد أفسدت تحقيق نصر محقق بإمتداد جبال المنارة وتخومها ؛ ولو عدنا للخلف قليلاً سنجد تلك التصريحات المخيفة التي تحدث عنها الفريق المقدشي وزير الدفاع قبيل وقت مضى تؤكد عدم جهوزية منتسبي غالبية الجيش نظرا لتفرغ ما يفوق من 50% في منازلهم أو في وظائف أخرى مخلفين فراغا هائلاً في محيط الجبهات وسيلا جرارا من الأدعياء والأعباء الوهمية التي تتواجد حال الصرف وتوزيع الاكراميات ، ذات الشتات تعيشه المنطقة العسكرية الرابعة وذات الصراع تشهده محافظة تعز بتنوع ملابساتها ؛ حالة من الفوضى اللاخلاقة في صف جيشنا الوطني الذي حمل راية الحق بلباس متشاكس وبادارة هشة تريد له ان يظل هكذا دون نهوض.