سبع ساعات هي الرحلة التي استغرقت من العاصمة زنجبار إلى مديرية جيشان في محافظة أبين.. طريق عبّر لنا عن معاناة المواطنين في هذه المديرية. بعد أربع ساعات من الرحلة الإسفلتية سوف تجد نفسك ماشيا على طريق غير معبدة مليئة بالمنحدرات الجبلية والصخور العملاقة، لتنهك كل قواك وتعطل وظائف جسمك وعقلك حتى تصل إلى مركز المديرية. ولكن حالما تصل سوف تنسى كل متاعب الطريق وآلام المنحدرات ، لتقابل اناس تستغرب أن مثل هؤلاء لا يزالون عائشون بيننا. بشاشة وجه يمتلكون، وطيبة قلب يحيزون، أخلاق فضيلة هم بها فائزون، وكرم لسنا بقادرون أن نكون له واصفون، فهذه هي صفات الصغيرون منهم والكبيرون. لا أعلم كيف اجتمعت وعورة وقساوة التضاريس التي حولهم مع تلك الصفات التي افتقدنا جُلها في زمننا هذا. أوضاع صعبة يعيشها هؤلاء المواطنون. لاحظنا أنهم يفتقدون لأبسط الخدمات.. ف لديهم محطة كهرباء بمولدات جديدة تصل إلى 1 ميجا وربما تكون كفيلة بأن ترى هذه المديرية النور، لكن عدم المسؤولية ممن ولّو على الناس أمورهم جعلت هؤلاء الناس يعيشون في ظلام ينتظرون ضوء القمر منتصف كل شهر ليؤنس ليلهم. فهذا جزء واحد فقط مما يعانيه المواطنين من عشرات المعانات التي سببها الإهمال وعدم المبالاة. آمل من الأخوة المسؤولين في المحافظة أن يصعدوا بأنفسهم الى هذه المديرية، ويلامسوا أوضاع الناس هناك، فهم أناس يستحقون الخير والإحترام. فجيشان من أبين وأبين من جيشان، وأرضها أرض خير، فلو وجدت الإهتمام لكونت ثروة حيوانية وزراعية يستفيد منها أهل أبين عموما. أنصح أبناء محافظة أبين أن تكون رحلتهم في العطل الصيفية الى مديرية جيشان، ف لهذه المديرية نسمات باردة في الصيف وهدوء يريح لك قلبك يشعرك وكأنك في مدينة ورد يملئها الحب. وسلامتكم