لا استطيع ان أوصف المشهد الذي عاشته أرض السرو (يافع) ، صباح هذا اليوم الدامي، عقب سماع الناس الأنباء الوارده من العاصمة عدن، والتي تفيد بحدوث انفجار في معسكر الجلاء، الذي يشهد حفل تخرج عسكري، وأن عشرات الضحايا سقطوا في الهجوم، أصاب الناس الهلع خصوصا" وان الخريجين جلهم من أبناء يافع، سمعت الصراخ والعويل بين الناس، وزاد ذلك بخبر استشهاد الغيل الحميري والبطل المغوار العميد /منير محمود أبو اليمامة (رحمه الله وجعل الجنه مثواه ) ابو اليمامه استشهد، ابو اليمامه استشهد، وكأن زلزال ضرب جبال يافع وهد قصورها الحصينه، شاهدت الوالد احمد سعيد مجمل، الذي كان يتسلق جدران الدور الرابع ويعمل في البناء، ينزل على ركبتيه ويبكي بكاء من فارغ فلذة كبده، على الرغم انه لا يعرفه ابو اليمامه ولا يقرب له،ترك العمل وعاد مهرولا" إلى داره ودموعه تسابق خطواته، وعند مشاهدتي هذه اللحظات العصبيه لرجل في السبعين من عمره، نزلت دموعي ولم اتمالك نفسي. ماذا حدث يا إلهي؛ ما هذا الهول؛ آحدث زلزال مدمر؛ اي قهر عشناه اليوم، اي وجع، اي ألم، أصحيح إننا لم نرى ابو اليمامه بعد اليوم، اي حب كان يحضئ به ذلك الشاب النحيل بين الناس، واي فراغ سوف يتركه في صفوف جنوده وشعبه، انه فراغ انسان بسيط في حياته وفي لهجته اليافعيه الحميريه لهجة مشأله، سطع نجمه من وسط بيئه بدويه بسيطه، وخاض حروب نيابه عن الوطن ضد الجماعات المتطرفه، وصال وجال في حروبه ضدهم، وكان إسمه كابوس لتلك الجماعات، وقد عاش بطل ومات بطل، كما مات معلمه الراحل محمد صالح طماح رحمه الله، وبنفس الطريقه ونفس المشهد ونفس الفاعل. بالأمس ودعنا طماح بالدموع، واليوم نودع ابو اليمامه إلى متى تستمر احزاننا؛ أصحيح ان القاده من أبناء يافع محكوم عليهم القتل والتصفيه بالدور، لكن لصالح من؛ ومن الضحيه القادم؛ استهداف حفل عسكري وأستشهاد اكثر من أربعون شهيد (رحمهم الله ) من قبل الحوثيين عبيد إيران، في معسكر الجلاء الحصين الذي تصدعت على أسواره احلام القاعده وداعش، بالحس الأمني المرتفع لمنتسبي اللوا الأول دعم واسناد، الذي استطاعوا تأمين المعسكر من كل الجهات بكل جداره، ولكن حدث الذي لم يكن بالحسبان ان الهجوم حدث من الجو الذي يسيطر عليه الباتريوت التابع للقوات الاماراتيه الشقيقه، الذي ينجح في تأمين أحتفالات مأرب، ولا يستطيع في العند والجلاء؛ام ان دمائنا رخيصه. الذي حدث في عدن يتحمله التحالف العربي والحكومة الشرعية التي لم تستطيع تنشيط العمل الاستخباراتي وأتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين المناطق المحرره، أضافه إلى البيان الهزيل الذي أصدره المجلس الانتقالي، والذي لا يرقئ ان يكون بيان لادانة شجار حدث بين أطفال اختلفوا على لعبة بليستيشن، ناهيك ان يكون بيان نعي احد كبار قيادات المجلس. يجب تشكيل لجنة تحقيق وبسرعه، للتحقيق في الهجوم وحيثياته والرابط بينه وبين الهجوم الذي استهدف شرطة الشيخ عثمان ، واتخاذ موقف حازم تجاه من تورط في هذه الهجمات وقدم التسهيلات، والانتقام من الجهه التي قامت بها، والثأر لدماء الشهداء،وعمل حد للمسرحيه الهزليه التي يساق إليها أبنائنا في محارق الموت وجحيم المجازر، بدون وضوح الهدف من هذه المسرحيه. تعازينا للوطن. والحمد لله على كل حال.