طرقت عليَّ الباب زوجتي ام محمد السابعة صباح يومنا هذا الاثنين 12 اغسطس 2019م ثاني أيام عيد الاضحى المبارك 1440 هجرية... وقالت امرأة في الخارج تبكي وتنتحب... خرجت لأرى من هذه المرأة... أهلا وسهلاً يا اختي بماذا يمكن اخدمك... قالت لي بصوت تخنقه العبرة وعيون تذرف الدموع. زوجي مصاب بالسرطان ويحتاج الى عملية ونحن فقراء ولا نملك شيء بعنا كل الذي معنا نحاول نعالج زوجي ولكن المرض زاد به...وقال الأطباء لابد من عملية... هذه اوراق زوجي... نظرت الى الأوراق. فاذا مبلغ العملية كبير جدا... قلت لها يا اختي هذا مبلغ كبير وانا لا استطيع حتى ان اوفر عشر هذا المبلغ... قالت.. انا اعرف انك ما تستطيع .بس الناس قالوا لي اجي عندك وانت ستأخذ اوراقي عند اهل الخير ليساعدوني. وقالوا انك قد ساعدت ناس كثيرين... قلت لها. نعم انا اخذت ملفات مرضى كُثر واعطيتها الوزير الميسري عن طريق مدير مكتبه علي ابوبكر عشال... وكانوا هم من يساعد الناس وانا مجرد وسيط... قالت. طيب خذا اوراق زوجي ووصلها للميسري... حين قالت لي ذلك شعرت بمدى عمق الازمة التي حلت بهذا الشعب المسكين من جراء انقلاب عدن.. لم اتمالك نفسي وذرفت عيوني الدموع دون ارادة مني. وام محمد بجانبي تربت على كتفي. تريد ان تهدئ من روعي وألمي... ولاحظت المرأة المكلومة ما حل بي... قلتُ لها بصوت مختنق.. الميسري رحلوه امس... قالت.كيف رحلوه.من هم الذين رحلوه. وبدأت تدعو على من رحلوا الميسري. وارتفع صوتها بالبكاء ... وقامت ام محمد الى جوارها واحتضنتها وقالت لها وهي تشاركها البكاء اصبري يا اختي فالله موجود وان شاء الله سيفرجها من عنده... اما انا فلم استطع الاستمرار في مشاهدة المرأة وهي تنتحب وتبكي. وعدت الى داخل البيت. والدموع تنهمر من عيني. والدنيا ضاقت بي ونزل على صدري كرب عظيم... ورددت بصوت عال يا رب احفظ الميسري واعده سالما معافا من كل سوء. يارب فرجت كربة هذه المرأة واشف زوجها... يا رب ازل الفتنة واكشف الغمة... يا رب يا رب يا رب. فاعطت ام محمد المرأة ما تيسر وهو قليل ثم انصرفت هذه المرأة.مخلف مأساة وطن وشعب ضاع حين يرحل منه الشرفاء...