تعرض "عدن الغد " نقلا عن المجلة على قرائها 6 من أفضل الكتب من مختارات مجلة "فورين أفيرز".. كتب قيمة تستحق القراءة والتأمل بخاصة وأنها تروي أحداثا وتتعرض لشخصيات أثرت في العالم. أدولف هتلر و جوزيف ستالين فلاديمير تيسمانينو يتحدث في “الشيطان في التاريخ” عن الشيوعية والفاشية والدروس المستفادة من القرن العشرين بينما يبحث دوغلاس فوستر ما بعد مانديلا والصراع من أجل الحرية في جنوب أفريقيا ما بعد الفصل العنصري. بين الكتب المختارة أيضا، كتابان عن التحول الديمقراطي في أفريقيا و حكم المجتمعات الأفريقية المتغيرة و كتاب للويجي زينغلز تحت عنوان “رأسمالية للشعب: استعادة العبقرية المفقودة في الرخاء الأميركيي”، سرد فيه الكاتب كيفية إثارة خطط إنقاذ الحكومة الأميركية لشركات وول ستريت “للمقاومة الشعوبية” بين مختلف الأطياف السياسية الأميركية من اليمين واليسار. الشيطان في التاريخ الشيوعية والفاشية وبعض الدروس المستفادة من القرن العشرين المؤلف: فلاديمير تيسمانينو الناشر: جامعة كاليفورنيا سنة الإصدار: 2012 عدد الصفحات: 336 في إحدى أمسيات شهر يونيو (حزيران) عام 1940، كان هناك حشد متحمس في برلين ينتظر وصول أدولف هتلر إلى دار الأوبرا. كان الجيش الألماني يحقق انتصارا تلو الآخر في أوروبا في ذلك الوقت، وعندما دخل الدكتاتور إلى القاعة أخيرا، حياه الجمهور بهتافات حماسية «يحيا النصر»، «يحيا هتلر»، «يحيا القائد»! كانت معاهدة عدم الاعتداء بين ألمانيا والاتحاد السوفياتي التي أبرمت عام 1939 سارية في ذلك الوقت، وكان من بين الحضور في تلك الليلة فاليتين بيريزكوف مترجم ستالين. أشار المترجم في مذكراته: «عندما كنت أشاهد كل هذا، كنت أفكر – وأخافتني أفكاري – إلى أي مدى يوجد تشابه بين ما حدث هنا واجتماعاتنا ومؤتمراتنا عندما يدخل ستالين إلى قاعة المؤتمرات. إنه الترحيب الحماسي المدوي الذي لا ينتهي. إنها تقريبا الهتافات الهستيرية ذاتها (المجد لستالين)! (المجد للقائد»). غالبا ما يشار إلى نقاط التشابه بين الشيوعية والفاشية، مما يشعل جدلا لا ينتهي حول ما إذا كانت هاتان الحركتان متشابهتين في الأساس أم مختلفتين. يقدم كتاب «الشيطان في التاريخ» وهو من تأليف خبير العلوم السياسية فلاديمير تيسمانينو، نظرة جديدة بصدق في هذا الشأن، حيث يستخلص دروسا باقية من التجارب المروعة في القرن الماضي مع النظم الشمولية. بدلا من كتابة بحث تاريخي، قرر تيسمانينو إعداد «تفسير سياسي وفلسفي لكيف يمكن أن تؤدي الطموحات الخيالية المتطرفة إلى كوابيس مثل المعسكرات السوفياتية والنازية التي تمثلها كوليما وأوشفيتز». يعد الكتاب، الذي يعتمد على رحلة المؤلف الفكرية الشخصية، مقالا موسعا يتناول التفسيرات المتطورة للشيوعية والفاشية. يتطرق تيسمانينو إلى العديد من الأسئلة التي ربما لا يقدم إجابات لها جميعا، ولكنه بذلك يعيد طرح نقاشات مهمة حول الآيديولوجيات السابقة بل وأيضا الحالية والمستقبلية. لم يختف العداء تجاه الليبرالية والذي وجده المؤلف راسخا في كلتا الحركتين الشموليتين، ويجب أن يظل العالم الليبرالي اليوم حذرا أمام مظاهره المعاصرة. رأسمالية للشعب: استعادة العبقرية المفقودة في الرخاء الأميركي المؤلف: لويجي زينغلز الناشر: باسيك بوكس سنة الإصدار: 2012 عدد الصفحات: 336 يقوم زينغلز بدور المرشد المسلي والمفيد في سرده لكيفية إثارة خطط إنقاذ الحكومة الأميركية لشركات وول ستريت للمقاومة الشعوبية بين مختلف الأطياف السياسية الأميركية من اليمين واليسار. يعتقد المؤلف أن الاستحواذ التنظيمي – الذي يقع عندما تمارس جماعات الضغط ومصالح الشركات نفوذا غير مستحق على الأجهزة الحكومية والهيئات القانونية المعنية بالرقابة عليها- يخلق على وجه التحديد هذا النوع من الرأسمالية الودود التي أطلقت الموجات الشعوبية الرئيسية في عصور سابقة في التاريخ الأميركي. يلقي المؤلف نظرة قلقة على أميركا اللاتينية، التي قاد فيها زعماء شعوبيون مناهضون لاقتصاد السوق عددا من الدول إلى أزمات كبيرة، ويدفع بأن الشعوبية المناصرة لاقتصاد السوق قد تساعد على انتعاش الاقتصاد في الولاياتالمتحدة ويدعو إلى وضع سياسات يمكنها أن تعزز الشعور بالعدالة وتحشد التأييد الشعبي للرأسمالية والأسواق الحرة. في بعض الأحيان، يبدو تناول السياسات غير مترابط بعض الشيء، وأحيانا ما يؤدي حماس زينغلز للنظرية الاقتصادية إلى الاستطراد. ولكن في المجمل، يقدم الكتاب نظرة مهمة ومثيرة للاهتمام على بعض من القضايا المتتابعة التي تواجه الولاياتالمتحدة اليوم. فولكر – انتصار الصمود المؤلف: ويليام إل. سيلبر الناشر: بلومزبري برس سنة الإصدار: 2012 عدد الصفحات: 352 لم يكن الاقتصاد العالمي هو الضحية الوحيدة للانهيار المالي الذي حل عام 2008، إذ أضرت الأزمة أيضا بسمعة العديد من الأشخاص في القطاع المالي والمنظمين والقادة السياسيين والمنافذ الإعلامية التي من المفترض أنها تؤدي دور الرقيب عليهم. لذلك الآن هو التوقيت الأفضل لإصدار كتاب ويليام سيلبر الجديد عن سيرة بول فولكر، أحد آخر الأبطال الباقيين في صناعة المال في العصر الحديث. يستخدم سيلبر، عالم الاقتصاد في جامعة نيويورك، كتابه في اصطحاب القارئ عبر بعض من أهم المواقف التي مرت بها حياة فولكر المهنية، التي شهدت عمله في خمس إدارات أميركية. تتضمن هذه الأحداث فترة عمله مساعد وزير الخزانة لشؤون النقد من عام 1969 إلى عام 1974، عندما تخلت الولاياتالمتحدة عن تحويل الدولار إلى ذهب؛ وحملته الناجحة ضد التضخم عندما كان رئيسا للمصرف الاحتياطي الفيدرالي في فترة الثمانينيات؛ وعمله بعد وقوع الأزمة المالية الأخيرة، حيث أيد بندا يطلق عليه الآن اسم «قاعدة فولكر» يمنع المصارف التجارية من الدخول في عمليات تداول الملكية (وهي الاستثمارات التي تقوم بها المصارف من أجل تحقيق أرباح خاصة بها، وليس باسم العملاء). بالتركيز على هذه اللحظات، يقدم كتاب سيلبر الذي يتميز بالبحث الدقيق لمحات مفيدة عن التاريخ الاقتصادي الأميركي وحياة أحد أكثر رموزه سحرا. وعلى الرغم من أن تفاصيل هذه المواقف قد تبدو بعيدة فإن فولكر يذكر القراء بمدى خطورة الأحوال في ذلك الوقت، وكيف يمكن أن يواجه صناع السياسات أزمات مشابهة في المستقبل. التحول الديمقراطي في أفريقيا.. التحديات والتوقعات المؤلف: غوردن كراوفورد وغابريال لينش الناشر: روتليدج سنة الإصدار: 2012 عدد الصفحات: 304 حكم المجتمعات الأفريقية المتغيرة المؤلف: إيلين إم. لاست وستيفن إن. نديغوا الناشر: لين رينر سنة الإصدار: 2012 عدد الصفحات: 243 يقيم هذان الكتابان احتمالات تحقيق تغيير إيجابي في منطقة جنوب الصحراء الكبرى. يستعرض كراوفورد ولينش التقدم السياسي في المنطقة ويجدان أنه ما زال غير موجود في العموم. وعلى الرغم من أنهما يعترفان بأن عقدين من التحول الديمقراطي أثمرا عن بعض التحسن في الحقوق السياسية والمدنية، فإنهما يدفعان بأن قليلا من الدول في المنطقة فقط يمكن اعتبارها ديمقراطية بالكامل؛ بينما معظم الدول تزيد قليلا عن كونها أنظمة شمولية تجري انتخابات مزورة بين حين وآخر. تتمتع المنطقة بنمو اقتصادي قوي في الأعوام الأخيرة، ولكن يظل النمو غير متساو وهشا ويسفر عن عدم مساواة متزايد ووضع سياسي يزداد فيه الاستقطاب. يقدم الكتاب تفاصيل عن الفساد المتفشي في الدولة والأحزاب السياسية العاجزة والصراعات العرقية المتنامية والافتقار إلى الأمن الأساسي وهي المشاكل التي تعاني منها منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا. ويختتم الكتاب بأن المنطقة تحتاج إلى مزيد من الإصلاح السياسي. وينتقد المؤلفان الجهات المانحة الغربية واصفين إياها بأنها لا تهتم كثيرا بترسيخ الديمقراطية، ويتهمان النخب الأفريقية بأنها راضية عن الوضع الراهن، ولذلك يشيران إلى أنه من غير المرجح إحداث تغيير إيجابي. يتميز كتاب لاست ونديغوا بأنه يبعث على درجة أكبر كثيرا من التفاؤل. يشير الكاتبان إلى معدلات النمو المرتفعة في المنطقة والتمدن السريع والطبقات الوسطى الناشئة، متسائلين عن كيف يجب على هذه التغييرات أن تؤثر على الطريقة التي يفكر بها صناع السياسات في الخارج بشأن المنطقة. تتسم إجابتهما على هذا السؤال بغموض لا يجعلها مرضية تماما، ولكن في أقوى أقسامه، يقدم كتابهما عرضا مفيدا للطفرات الاجتماعية سريعة الوتيرة في أفريقيا. تثير بعض فصول الكتاب اهتماما خاصا وهي تلك التي تتناول الدين والنوع في غرب أفريقيا، والصراعات المريرة على الأرض وحقوق الملكية التي اشتعلت في جميع أنحاء القارة بسبب زيادة الكثافة السكانية ونمو الأسواق المحلية وتزايد المنافسة السياسية التي جاءت نتيجة للحكم الديمقراطي. وعلى الرغم من أن الفكرة الرئيسية للكتاب مألوفة (التغيير في أفريقيا جلب تحديات جديدة وفرصا جديدة معا) فإنه يقدم استراحة مرحبا بها من التشاؤم الذي يغمر كثيرا من الأبحاث الأكاديمية التي تتناول القارة. بعد مانديلا: الصراع من أجل الحرية في جنوب أفريقيا ما بعد الفصل العنصري المؤلف: دوغلاس فوستر الناشر: ليفرايت سنة الإصدار: 2012 عدد الصفحات: 608 أمضى فوستر الأعوام القليلة الماضية في محاورة شخصيات من النخبة السياسية الجنوب أفريقية وأقاربهم ونشطاء في المجتمع المدني وعدد من «أطفال الشوارع» في مدن جنوب أفريقيا المزدهرة. يعرض المؤلف التناقض الموجود في صميم جنوب أفريقيا ما بعد نظام الفصل العنصري: حيث الفجوة الهائلة بين قيم الديمقراطية التعددية التي ينص عليها دستور البلاد المثالي والعنف والفساد وانعدام المساواة وهي الأشياء التي تشكل الحياة اليومية في المجتمع والسياسة. لا يقدم هذا التحليل جديدا على وجه التحديد، ولكن تنقذ الكتاب قدرة فوستر على جعل من يحاورهم يعبرون عن أنفسهم، وإلقاء الضوء على الأوضاع المحيطة بهم، بالإضافة إلى الصور التي يرسمها بدقة للرئيس جاكوب زوما والرئيس الأسبق نيلسون مانديلا وعائلته. يؤكد فوستر على الاختلافات الموجودة بين الجيل الأكبر من النخبة السمراء التي انغمست في الصراع ضد الفصل العنصري والجيل الأصغر الذي ينظر إلى جنوب أفريقيا بمعنى أكثر عالمية ولا يهتم كثيرا بالسياسة بقدر ما يهتم بموسيقى البوب وأزياء المصممين.