"عندما أرادت أسكتلندا الإستفتاء حول الإنفصال عن المملكة المتحدة مؤخرا بعد أكثر من 300 عاما من الوحدة ، خرجت ملكة بريطانيا إليزابيث مخاطبة الشعب الاسكتلنديين : آمل أن يفكر الناس بحرص شديد حول المستقبل ، وإن هذه المسألة تتعلق بكم أيها الاسكتلنديين أنفسكم " . فتأثر الشعب الأسكتلندي كثيرا بخطاب الملكة والتي خرجت وتكلمت لأول مرة في تاريخ العائلة الملكية في السياسة ، وخرج رئيس الوزراء والمسئولون البريطانيون يترجون أسكتلندا البقاء ضمن المملكة ،فصوت الشعب الأسكتلندي بنسة 57٪ ب "لا" للإنفصال . أما عندما أراد الشعب دولة الجنوب فك أرتباطه مع وحدة مركزية جائرة جاءت عقب قرارات مسترعة وغير مدروسة ، خرج رئيس اليمنية الشقيقة الراحل علي عبدالله صالح المعروف "بعفاش" وقال : الوحدة أو الموت ، فأيده الزنداني وأفتى الديلمي وسانده علي محسن والقشيبي . الإنفصال وفك الإرتباط ! هناك بعض المفاهيم التي لابد لشباب الدولتين في الشمال والجنوب والطبقة المثقفة والإعلامية الواعدة معرفتها وفهما بعمق قبل الخوض في الحديث عن الدولة الجنوبية ، فللإنفصال معان كثيرة في اللغة وهو الإنقطاع والتشضي وبتر الشيء الواحد إلى أجزاء ، لكن السؤال هنا هو ، هل كانت دولة الجنوب جزءا من صنعاء حتى تنفصل عنها ؟ إن قذف الشعب الجنوبي بالإنفصالي لهو تهمة عارية عن الصحة ولا يطلقها إلا مريض نفسي أو جاهل بالتاريخ ، فمصلطح فك الإرتباط هو الذي يطلق على الحالة الجنوبية لإن الجنوب كان دولة بجيشها وعلمها وعملتها وبنكها المركزي وعاصمتها المستقلة ، وبسبب أخطاء فادحة من قيادته السياسة ذهب بوحدة إندماجية مباشرة وبدون الأخذ بكل التحذيرات التي كانت تعطى لهم بأن هذا النوع من الوحدة بين الدول ينتهي بتسلط الأغلبية على الأقلية وهو ماحدث فعلا وأدركته القيادة السياسية متأخرة في صيف عام 94م للميلاد ، وهو مانعاني منه إلى اليوم . إن لشعب الجنوب الحق كل الحق في تقرير مصيره وهذا حق كفلته كل الشرائع السماوية والوضعية ، عدا شرائع البعض من أحزاب وشخصيات صنعاء الضالة التي تنتهي مصالحها وإستثمارتها عند إنتهاء الوحلة المقدسة التي أصبحت الدجاجة التي تبيض لهم ذهبا وذهبوا حتى لتفسير آيات من القران وأحاديث شريفة على هواهم وتكفير من يخالفهم بالقول : الوحدة مثل الصلاة فمن تركها فقد كفر ، والوحدة هي الصلاة السادسة ، والوحدة هي "حبل الله في الآية الكريمة ، و فتوى الديلمي للتمترس ليست منكم ببعيد و التي رد عليه الشيخ الغزالي وكبار علماء المملكة العربية السعودية . أيتها الملكة الزبيث تعالي وعلمي سياسي صنعاء أدآب الحديث وعدم تكفير كل من يخالفهم ، علميهم فقد ظلوا الطريق فلا أخلاق ولا أدب ! علميهم أن ينشغلوا بأنفسهم وأن لا يتدخلوا بشأن الشعوب الآخرى. أن جنوب اليوم ليس جنوب الأمس فالذين خرجوا من صنعاء أذلة صاغرين ولم يستطيعوا حتى تحرير غرف نومهم ممن أحتلها وأعتدى عليهم لا يمكن لهم أن يحكموا الجنوب اليوم ولو أنفقوا مافي الأرض جميعا ، لن يقبلكم الجنوب وقد لفضكم الشمال وسوف تنفيكم الدول التي هربتم إليها لإن تركيبتكم الجينية لا تسمح لكم بالعيش الكريم الهادي إذ أن أمراضكم النفسية قد طغت عليكم ولاتنامون قريري العيون حتى تقوموا بفتنة بين أخ أو أخوه على الأقل ، ولا يحيق المكر السيء الإ بأهله ، فالجنوب قد قال كلمته وأنتم إرجعوا من حيث جئتم إلى مزبلة التاريخ .