ما أروع شجاعة جميل الروح والشرف الأستاذ الدكتور جميل الخامري، الذي يُعَدّ أنموذجًا لمعلم المبادئ الوطنية والإنسانية، التي تعلمناها من مجتمعنا الذي عشناه قبل (30) سنة، وهو ليس من أولئك الانتهازيين المتقلّبين والمتسلقين المزيّفين، الذين لا ظلّ، لا وجه ولا لون لهم، جاءوا بعد الإنكسار والإنهيار.. منتقمون من ظلّهم الأعوج، ومتسلحون بخواء أدمغة مثقلة ومكتفية بقراءة عناوين المجلدات ومأطرَة بشهادات (أبو ألفين دولار)، من جامعات لا تنطبق عليها معايير مفاضلات الرُّقي والحداثة، وبحقائبهم المحشوّة، بخوار أصوات لا صدىً لها، وهي استنساخ لنعيق أعداء البناء الفكري و روح التعايش السلمي بالأمس، وأعداء الحكمة والعقل الحيِّ والمعرفة.. اليوم!! و بين كل ما قرأت هنا وهناك، لم أجد مصداقية بين السطور أقوى، مما وجدت في منشورات الدكتور الجميل - النجيب - الخامري، هذا الإنسان الذي ظلمته حقارة المحسوبين على الوطنية في جامعاتنا، وبالغيرة منه إذا أُنتدب محاضرًا فيها، و رُهبًا من كشفه لجهل نفرٍ من الشُّلليّة المشلولة في أقسام علوم الفلسفة وعلم الأجتماع، التي لا تخرج حكماء أو علماء إجتماع في وطن مكسور الخاطر، بسبب عقوق أبنائه، ولم يرضَ عنه بعض القادة من أدعياء حبّ الشّعب، منذ النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي، بسبب آرائه الصادقة وأنتقاداته اللاذعة، التي كانت تنزل على وجوههم مثل صواعق الكي، و تَشتَمُّ بعد سنين دخان إحتراق جلودهم وبقاياهم المتعفنة!
يظل الدكتور جميل الخامري، صاحب الرؤية والبعد في إستشراف ملامح الآتي، ومعالم المستقبل لثقافة مزخرفة بمدنية شكلية، على أنقاض شهامة قُطاع الطرق وإنتقام أهل الوبر مجتمعةً، وهي لا تؤسس لما بعد الغد، حتى بعد إكتشاف سموم الغشّ المدلّس والنفاق المسَيَّس، وزيف الإتفاق في جوهر الانشقاق و بهتان الوفاق، في إبتسامة وعي عقيم مُتعُنْصَرٍ بعُصبويّة لا تطاق!!
▪ الجميل في الخامري، إنه.. - جاء في غير عصره، بفصل من كتاب "أستنارة العَقُول في كشف الطَّبُول". - جاء في زمن غير زمنه.. حقبة إنحطاط القيم الأخلاقية، والقانونية والإجتماعية وتراجع الفضائل بأقبح البدائل، من عهد الأوائل إلى فلتة المهازل وعربدة (الروافل). ودمت في سلام وأمن يا إبن #عدن