أبوبكر حسين سالم، الرجل الذي بنى محافظة من الصفر، الرجل الذي أنبت مشاريعاً عملاقة في وسط الرمال، وأحيا مشاريعاً كانت قد ماتت، ويئس من عودتها المواطن، وهو الرجل الذي أزاح ركام حربين مدمرتين، وهو الرجل الذي أتى لمحافظة مدمرة النفسيات، ومدمرة البنيان، ولكنها عادت بإصرار نمر أبين، وباني نهضتها. أعاد سالم لمحافظة أبين بهاءها، ورونقها، وابتسامتها المشرقة على وجهها الأسمر، فعادت أبين، وزاحمت جامعتها جامعات الوطن، قد يتساءل السائل، ويقول: وهل لأبين جامعة؟ نقول له: نعم أبين في عهد محافظها امتلكت جامعة، وجامعة من العيار الثقيل، أبين مع سالم أصبحت قبلة طلاب العلم والمعرفة، أبين كوكتيل من الثقافة، والرياضة، والزراعة، والصناعة، والأصطياد، هذا ليس غريباً على أبين بلدة المثقفين، والساسة، والقادة، والمزارعين، والصيادين، والرياضيين، أبين لها مقومات دولة تفوق بها دول الجوار، ولكن الزمان جار عليها، ولكن أبناءها المخلصين لا يحبون تخلفها، ولا تأخرها، فدائماً ما ينهضون بعزيمة الرجال المخلصين لبنائها، ونهضتها، وهذا ما فعله محافظها أبوبكر حسين سالم. أبوبكر حسين سالم ارتبط اسمه ببناء، وتنمية أبين، ارتبط اسمه بجامعتها، ومحلج القطن فيها، كما ارتبط اسمه بين المزارعين من خلال استصلاح قنوات الري، وارتبط اسمه بين البسطاء من خلال تفقدهم الدائم، والبحث عن الخدمات لهم، والتأسيس لكهرباء زنجبار، وتأهيل كهرباء المنطقة الوسطى، ومشروع مياه الوضيع الكبير، والكثير من الخدمات في مختلف مديريات المحافظة. محافظ أبين تحمل كثيراً، فأجهده المرض، أما آن له أن يرتاح قليلاً، ويتفقد صحته، كما يتفقد رعيته، عمل محافظ أبين، وبنى محافظة من الصفر، وقضى وقته فيها، وبين أهلها، وجنبها ويلات الحرب، ألا يحق له أن يذهب ليطبب نفسه؟ لك العذر كل العذر أيها النمر الأبيني، لتذهب للعلاج، فأبين بحاجتك صحيحاً معافى، فهي بحاجة لجهدك في الأيام القادمات، لك الله أيها الرجل الصادق فكم تحملت لأجل أبين، فاليوم سمعنا عن سفرك للعلاج فآلمنا سفرك، وآلمنا مرضك، وآلمنا ألمك، وإن لجسدك عليك حق، فحفظك الله، وسلم قلبك، ونسأل من الله أن يعيدكم لنا سليماً معافى، فأنتم رمز أبين، وبانيها. اليوم ذهبت للعلاج بعد جهد مضنٍ، وهاهي أبين تفخر بإنجازاتك، وإنجازاتك ماثلة للعيان، وستعود بإذن الله لتواصل مسيرة البناء، ولا نطالبكم بالعودة إلا بعد استكمال العلاج، فمثلكم ثروة يجب المحافظة عليها، فليس لكم الحق أن تتركوا صحتكم بدون متابعة، فأنتم لم تعودوا تملكون أنفسكم، فأنتم ملك الشعب، لأنكم ثروة وطنية، فمثلكم يجب الحفاظ عليه في مقل العيون، وفي سويداء القلوب، فأنتم من يمضي وقته بين الرمال، وتحت شمس أبين الحارقة ليتابع مشاريع المواطن، ولهذا أحبكم البسطاء، والمواطن لا يريد إلا أن يراكم سليماً صحيحاً معافى. أخيراً لا نملك إلا أن نقول: سلمكم الله، وفقكم الله، ورعاكم الله، وحفظكم الله من كل شر.