ما بين عهدين متلازمين لمحافظين ناجحين قصة نجاح نرويها لكم لمحافظة عانت كثيراً، وتعبت كثيراً جراء حروب لا ناقة لها فيها ولا جمل، ذنبها إنها محافظة الشجعان، وجريرتها إنها هي من يصنع الفارق في أية معترك سياسي، أو صراع عسكري، هذا ذنبها وهذه جريرتها. تعاقب عليها عدد من المحافظين من أبنائها، ولكل منهم كانت له قصة نجاح سنرويها لكم في حلقات متلاحقة، ولكننا سنقتصر في حديثنا هذا عن آخر محافظين لهذه المحافظة، فمحافظها الدكتور الخضر محمد السعيدي جاء في منعطف خطير كانت تمر به هذه المحافظة، فلقد خربتها ودمرتها حرب ظالمة متعمدة، أكلت إخضرارها، ودمرت جمالها، جاء الدكتور السعيدي وطبب جراحها، وجبر خاطرها، فعمل بهمة الرجال المخلصين، وما إن أخرج السعيدي أبين من غرفة الإنعاش، وبدأت تتعافى، حتى جاء أهل الكهف ليصلوها بنيران حربهم الظالمة، فقاد السعيدي مع رفاقه حرب التحرير لعدن وأبين، فكان الدكتور الخضر السعيدي على رأس حملة تحرير أبين، وبعد التحرير شرع السعيدي يبني ما خربه الحوثيون ومليشياتهم، واستقر الوضع في أبين وتعافت وعاشت فترة نقاهة مع الدكتور الخضر محمد السعيدي، فسلمها إلى أخيه وأحد فرسان هذه المحافظة، إنه أبوبكر حسين سالم الذي كان خير خلف لخير سلف . جاء أبوبكر حسين سالم ليبني على مداميك السعيدي، فرأت مشاريعها النور ، وتحسنت الخدمات فيها، وأسس محافظها أبوبكر حسين سالم لمشاريع عملاقة وكبيرة، فغدت أبين من أكثر المحافظات استقراراً وأمناً وتنمية، فعهدي السعيدي، وأبوبكر حسين سالم يحكي لنا الرجلان من خلالهما قصة نجاح متماسكة البنيان، حكاها لنا السعيدي وبن حسين سالم، وقرأناها في سفر إنجازاتهما ونجاحاتهما، فالرجلان عظيمان كعظمة هذه المحافظة . أسس السعيدي لمشاريع أبين من خلال إرساء الأمن وعودة الحياة إلى هذه المحافظة، وجاء أبوبكر حسين سالم وبنى على أساسات السعيدي، فنهضت أبين سريعاً، فمبارك لأبين ما خطه المخلصون على ثراها، وبوركت خطوات السعيدي وبن حسين سالم، فهذه هي أبين لا تنهض إلا برجالها المخلصين، فتحية خالصة للدكتور الخضر محمد السعيدي، واللواء أبوبكر حسين سالم، وصانك الله يا أبين من كل مكروه.