محافظة أبين محافظة ملأى بالقيادات التي تستطيع أن تقود هذه المحافظة وقد تفحص كبير القوم هادي الوجوه وبفراسته جاء الاختيار للدكتور السعيدي الذي جاء يطبب جراحات المحافظة من جراء ما تعرضت له ، فهي المحافظة الوحيدة التي اكتوت بنارين نار القاعدة ، وبعدها نار الحوثي الذي جاء ليقضي على ماتبقى من بنية تحتية في هذه المحافظة المسكينة ، فتقدم السعيدي بثبات الأبطال ليقود محافظة الأبطال محافظة القادة والسياسيين والزعامات ، فقاد معركة التحرير من عدن ، وشرع في عملية الحفاظ على ماتبقى ، فحافظ على استمرار الكهرباء ، وبنى خطوط تواصله مع مدراء عموم المحافظة ليستمر العمل في المجالات كافة ، فكان يأتي إلى المحافظة في أحلك الظروف رغم العراقيل والأشواك التي وضعت في طريقه ، فكان يأتي ولا يبالي ، ألم نقل إنه جاء ليطبب جراحات أبين التي كادت تقضي على جسدها المنهك أصلاً ؟ لقد أصبح حال الدكتور الخضر محمد السعيدي ينطبق عليه قول الشاعر : متى يبلغ البنيات يوماً تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم فالسعيدي يبني وأيادي التخريب والهدم كثيرة ، فمنهم من يهدم بقلمه ومنهم من يهدم بقلبه وآخر يهدم بحقده وفعله ، ولكن السعيدي سائر في طريق البناء غير آبه بالخفافيش والببغاوات الذين يرددون كلاماً لا يفقهون تعبيره ، ولا يستطيعون حمل وزره يوم القيامة ، فامض يا دكتور أبين ولا تلتفت لنهيق الحُمر من خلفك فأبين بحاجة للعمل وأنت أهل لذلك العمل. لقد وضع هادي ثقته في شخصك لقيادة المحافظة والحفاظ عليها ، فالطريق أمامك شاق وعرة مسالكه ، ولن ترضى عنك الحساد ولن تتركك أيادي العابثين ، ولكن ستخرسهم ثقتك بنفسك التي بدأت تظهر للعيان ، سيخرسهم تصميمك على المضي في طريق البناء ، فالسعيدي أول محافظ لأبين يأتي في ظروف استثنائية ، فهو المحافظ الذي استلم اسم محافظة فقط فكل شيء فيها معطل حتى المواطن كان يعاني النزوح خارج المحافظة ، فأعاد السعيدي الأمان للمحافظة وباشر عمله في قلب عاصمتها ليأمن المواطن ويعود ، فعادت أبين وعاد أبناؤها ، فساعدوا السعيدي ليسعد أبين ، لتعود أبين وتعود البسمة على وجوه أبنائها المساكين البسطاء ... قولوا آمين ...