المليونية كاسم مفرغ من الحقوق لإنها لا تأتي ضمن لوائح قانونية لاي بلد ، وهي بحد ذاتها لا تعبر عن مصدر قوة لسيطرة او نفوذ! وبالتالي ان صح التعبير فهي تأتي ضمن سياسات خارجة عن القانون، ولطالما هي كذالك فمن الممكن ان يتم استغلالها لصالح اهداف سياسية قد يجهلها عامة الشعب بسهولة...! ولنا في مليونيات الحراك الجنوبي مثال لايمكن نسيانه ، فالأهداف التي بدأنا نسمعها عند مخرجات اول مليونية، هي الأهداف نفسها التي شاهدناها في اخر مليونية للحراك الجنوبي ، والحقيقة هي الحقيقة، لم يتحقق منها سوى انني اتذكر مع مرور كل عام بعض من صوري التي التقطتها في تلك المليونيات الحراكية كذكرى ، وكانت فعلاً ذكرى جميلة ..! انا لا أنكر الوفاء للإمارات العربية المتحدة كما انني لست غافل عن سياستها، فكما كانت الشرعية بالنسبة لنا كارثة دمرت ملامح الوطن البدائية ، فالإمارات ايضاً لا ننسى انها مزقت ابناء الوطن الواحد ، ولهذا وإن استمرت العتمة وسط الليل سيبقى الطريق الى المجهول وارد لا محالة...! (مسح ) وجه الشرعية من قبل الإمارات قصة طويلة وليست وليدة اللحظة ، فمن يتابع المرحلة بدقه سيدرك ان الإمارات العربية المتحدة رفضت وبشدة التعاون مع السلطة الشرعية في عدن ومحافظات الجنوب الاخرى، وبدأت الحرب سجال بينهما وغير معلنة منذو ان كان الزبيدي( محافظ لعدن)، وحامد لملس( محافظ لشبوة) وغيرهم من مسؤولي الشرعية في الجنوب الذين تحولوا فيما بعد انتقاليين بفضل ذخ الإمارات عليهم، وليس (لسواد عيون) القضية ، وان استثنينا عيدروس لأسباب خاصة! وما الخدمات السيئة التي كانت الشرعية مسئولة عن رداءتها في عهد الزبيدي بعدن ، إلا بداية للقصة التي اخرجت الشرعية من عدن (مطروده) ويا شر (طرده )...! وما تولي السيد المهندس الميسري لمنصب وزير الداخلية وتسيير امور وزارته من عدن رافظاً بذالك فنادق الرياض وغير ابه بسياسة الإمارات ، إلا الشرارة التي كشفت عن وجه الصراع (المفتوح) وجعلت الحقيقة مكتظة في جوانب مصراعيها باكثر من احتمال وارد ، وكان من الممكن ان يكون احتمال واحد من تلك الاحتمالات الواردة له معنا بالنسبة لنا في الجنوب. فلإحتمال الواحد والوارد المهم لنا في الجنوب ، كان يمكن ان يكون عبر المصالحة الجنوبية الجنوبية، فقطاع كبير وكوكبة من شخصيات قيادية في الجنوب ويمثلهم الميسري لا تعجبهم سياسة الفرض، وحقوق التملك التي تتبعها الإمارات مع شركائُهم في الإنتقالي، بينما قيادات الانتقالي وعلى رأسهم عيدروس يرون بأن مشروعهم وطني، و يمثل التحرير والاستقلال للجنوب، ولا يمكن لغيرهم تحقيق أهدافه ، او حتى القبول بهم لتصحيح مساره....! ان نجاح الميسري كوزير للداخلية، واثبات وجوده على الارض، جعل الامارات تدور حول نفسها وشركائها في الجنوب(الإنتقالي) لتعديل إجراءات المعادلة المعدة من سابق ، فشعبية الميسري وشخصيته الشجاعة ،جعلتهم يفكرون قبل ان يقرروا تقزيمه! فالدعوة التي تلقاها الوزير الميسري ابان مباشرته العمل بوزراته بشهور من القيادة الإماراتية في ابو ظبي، كانت واضحة ولا تخفي المعالم ، فلم يسبق لوزير شرعي ان كان له حفاوه و استقبال مهذب يليق بمكانته السيادية بعد الحرب ، لكن في مجملها نعتقد بأنها لم تكن زيارة ناجحة ..... رفضت الإمارات ان تكون جزء من اتفاق الند مع الميسري، وهو كذالك الخيار الذي رفضه الميسري بأن يتحول كتابع، وليس شريك اساسي ! فضلاً عن (صراخ) قطاع كبير من ابناء الجنوب يقولون فيه بأن الموقف الذي مثله جنوبي الشرعية لم يكن خيانة كما يصورها الانتقالي ومناصرية، فالحقيقة وان أخفاها الإنتقالي ستظهر نتائجها لا محالة في المستقبل ، و ستكون التكلفة باهظة الثمن وقتها، فلإنتقالي وإن سهل مهمة السيطرة والقبول وتخلص من خصومة عبر صك الخيانة، فهو في نفس الوقت يدرك ان السبب الحقيقي هو عدم قبول بعضهم بما قالوا عن مشروعه بالناقص ورفضهم استخدام القوة لإخضاعهم وقبوله ...! و عن الجنوب لا ننسى ما قاله بعض من جنوبي الشرعية بأن لديهم مشروع يمثل دولة، ويريدون المصالحة الجنوبية وليس الاستقوى وفرض الرائي الواحد ، ومن هنا علينا ان نحترم المتكلم ما زال المتكلم جنوبي ، لا ان (ندجف) بيته لاسباب ليست كآفية، ولربما خطوات قام بها الإنتقالي كسرت قلب الأخوة لدى الميسري وبثت في روحه الانتقام، اكثر مما كانت روح جنوبية تدعو للتسامح فيما مضى، ولهذا لاغرابة في ان نرآه يعود ويتوعد مرة اخرى ومن جديد في كل مرة وهو يشعر بالانكسار ، ويصفها بأنها معركة لم تنتهي، وخسارة غير عادلة ..! لقد كنا نعول كثيراً على الرئيس عيدروس، والوجه الجميل في الشرعية احمد الميسري بأن تكون هناك مصالحة جنوبية شاملة لكل القضايا ، ورافعة لكل الهموم ، لكنها شاءت الأقدار ان يأتينا البلاء من حيث لا ندري، ونكون بذألك شاهدين على صدام دموي بين الاخوة لم يكن اكثر المتشائمين توقعه ، وبهذا المصاب الجلل، لا نتوقع ان تأتي لنا مليونية الوفاء للإمارات بالإنتصار الكبير الذي نتوقعه بالقدر الذي نحن مكلومين بسببه، فالشعب الجنوبي أصيل منذو (الأحقاف ) أيها السادة والأمراء (بالخليج) ويستحق الافضل، وليس مزيداً من الصراع، فنحن شعب لن يموت تحت اي ظرف ،و من وطأة كل صراع سننهض ونعود، ومن (كريتر) التي هي بركان الثورة سنعود ، والنصر قادم بأذن الله تعالى للجنوب . ودمتم بخير