إنها ثقافة الإجرام للنظام الشمالي القبلي المتخلف تأبى إلا أن تفرض نفسها وتتجلى على الساحة الجنوبية بأقبح صورها لتنهش بآدمية الإنسان الجنوبي الأعزل ، لم يكتفوا بنهب الأرض وتقاسم الثروات وتدمير المؤسسات لدولة الجنوب ، ولم يكتفوا بسلب الحقوق العامة و الخاصة لأبناء الجنوب ولم يكتفوا باقتحام المنازل ومداهمتها وشن حملة اعتقالات هستيرية بحق أبناء الجنوب ، بل ويسهبون في العبث بالدم الجنوبي الطاهر بشكل إجرامي مفرط لا ينازعهم فيه احد.
على ضوء الفتاوى السياسية الديلمية و الزندانية وتهديدات المدعو صادق الأحمر أو (ساذج) الأحمر إن صح التعبير تسميته وتهديد تاجر الصفقات المشبوهة المحترف المدعو (حميد الأحمر ) بالقضاء على الحراك السلمي في عدن عبر مقاولة والمحسوب على حزبه الأصولي المتطرف المشرف على كتائب ومليشيات وبلاطجة الإصلاح المدعو وحيد رشيد ، يستمر مسلسل سيناريو إهدار الدم الجنوبي بشكل إجرامي مفرط في كافة محافظات الجنوب .
أن المذبحة التي أقدم النظام ومليشياته المتطرفة على ارتكابها يوم الخميس 21 فبراير في كريتر وخور مكسر والتي راح ضحيتها العشرات من الشهداء ومئات من الجرحى وكذاك ما يعتمل في حضرموت من قتل وإجرام وفوضى وتخريب وإقلاق السكينة العامة ، يعد مؤشرا واضحا عن مدى حالة الإفلاس الأخلاقي و الإنساني جراء الهزائم المتكررة الذي مني بها هذا النظام ومليشياته من حزب الإصلاح وذلك جراء الصفعات المؤلمة و المتتالية التي وجهها الحراك السلمي الجنوبي في عدن بشكل خاص و الجنوب بشكل عام ، متوجا بثلاثة ملاحم مليونية أتسمت بالتنظيم والسلمية و العفوية عكست فيها الجماهير الجنوبية عن مدى حالة الثقافة والوعي الذي بات يتسلح به الإنسان الجنوبي الثائر تجاه الوطن المغتصب ،.
يعجز حتى الإصلاح ومن على شاكلته تنظيم مثل تلك الصورة ، الأمر الذي جعل المحتل الشمالي وهذا الحزب المتطرف الإرهابي وقياداته في حالة ذهول وارتباك ، الأمر الذي جعلهم يلجئون إلى العنف المفرط منتهجون السلوك الوحشي و الإجرامي بحق ثوار الحراك الجنوبي العزل وذلك بهدف جرة إلى مربع العنف ، ضانين بان هذا السلوك الإجرامي سوف يحد من المد الثوري المتعاظم للحراك ، الذي بات شبابه ورجالة ونسائه يتزاحمون ويتسابقون بصدورهم العارية لنيل شرف وكرامة الشهادة ، في الساحات و الميادين والتي هي أخر ما تبقى لهم في وطن مغتصب ومسلوب ، ولا يمكن لهم التفريط بها بأي حالا من الأحوال مهما كان ثمن .
إن الدافع وراء وحشية وهمجية وإرهاب النظام وملشياته المسلحة يعد إدراكا منهم بان الحراك السلمي الجنوبي لم يعد بحاجة إلى مزيدا من لوقت لحشد مليوني في مناسبة ما وإنه لم يعد بجعبة هذا المحتل إلا انتهاج سياسة القمع و التنكيل والإفراط في القتل كورقة أخيرة ، وهذا السلوك الإجرامي الذي ينتهجه المحتل في عدنوحضرموت وكافة المحافظات الجنوبية ضد ثوار الحراك يعتبر فاتورة الانتصار كنتاج للملاحم المليونية والذي بات المحتل يتقزم أمامها وإمام الإرادة الجنوبية الثائرة المتعطشة للحرية والخلاص من قيود التخلف الشمالي والتي باتت تكبله وتكبل حرية وطنه المغتصب ..