في هذه الظروف الصعبة التي يعاني فيها شعبنا في مدنه وقراه في حضره وريفه, وبعد ان سال الدم ولا زال يسيل في شوارع عدن وحضرموت والضالع وبقية محافظات بلدنا الحبيب. لم يعد هنالك مجال للشك بان لا شيء تغير بعد ثورة صنعاء المشوهة والتي استبدلت الوجوه القديمة بوجوه اقبح واشد تعاسة. ثورة استبدلت رئيس بنائبه ورئيس وزراء كان يوما ما وزير خارجيته! ان النظام اليوم كشر عن انيابه وبداء بالمتاهة التي اسقطت صالح في صنعاء وهي الانجرار نحو القمع ألممنهج للمسيرات السلمية وهذه هي القشة التي قسمت ظهر البعير في نظام صالح. ان التعامل الاخرق مع من خرجوا للتعبير عن رأيهم في الحراك الجنوبي السلمي الذي لطالما كررت انه الممثل لأغلبية اطياف شعب الجنوب شاء من شاء وأبى من أبى كان خطاء فادحا ودليل واضحا على ان الذي تغير في صنعاء ليس سوى قناع الحاكم لا اكثر ولا اقل بينما الفكر البوليسي والعقيدة العسكرية من اعلى قائد الى اصغر جندي في الجيش اليمني هي نفس عقيدة نظام صالح. لقد تبين للعالم اجمع ان ابناء الجنوب لم يعودوا يؤمنون بالوحدة ولا يريدونها بأغلبيتهم الساحقة ولم يعد هنالك اثر للوحدة في مدن الجنوب سوى تلك المدرعات القبيحة التي تجول في الشوارع ومباني السلطات المحلية منزوعة الصلاحيات والتي تفوح منها رائحة الفساد العفنة وتعلوها اعلام الوحدة اليتيمة وأخيرا معسكرات الجيش النظامي المحصنة والمستنفرة وسط خوف وترقب من القادم. ان الوضع اليوم في الجنوب اقرب الى الاستقلال من اي وقت مضى فأعلام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية فوق كل قمة بيت وجبل وفي يد كل شاب وشابة ولم يبقى سوى ان يقرر اولو الرشد في صنعاء مع الدول العظمى التي قسمت مهامها وفق المبادرة الخليجية ما الذي يريدونه فالكرة في ملعبهم الان. هل يريدون انفصال دموي يذهب ضحيته الالاف من الأبرياء مقابل تمسكهم بمواقفهم المتعنتة والمتصفة بالغباء السياسي ام يريدون حل سلمي يقضي بالاعتراف المتبادل بدولتين شقيقتين بتمثيل دبلوماسي وانسحاب سلمي للقوات الشمالية من الجنوب.
تلك القوات التي دخلت امام عيناي كفتى في السابعة من عمري بالقوة, والتي اتمنى ان لا تخرج بنفس الطريقة الوحشية التي دخلت فيها. في المقابل اعتقد ان الاوان الان قد حان للحراك الجنوبي السلمي ان يكشف اوراقه ويعلن عن قيادة موحدة بمجلس وطني انتقالي برئيس ونائب وأعضاء لترئس مفاوضات الاستقلال وتنظيم المرحلة التالية فالمواطن في الجنوب يجب ان يعرف من سيحكمه وأي شكل سيكون للدولة الوليدة لكي يزيد ايمانه بقضيته العادلة ويقضي على اي تشويش تتسبب به بعض الاصوات تحت دعوى الاقتتال الداخلي وعدم وجود قيادة موحدة واننا سنصبح دويلات وسلطنات ومشايخ. كما ان المجتمع الدولي كما يعي اي سياسي تعلم الف باء السياسة الدولية يبحث عن من يطمنه ويتحدث معه لكي يقف مع اي قضية, الدول الكبرى ومنها الولاياتالمتحدةالامريكية ليست باعتقادي ضد الانفصال جملة وتفصيلا بل هي تبحث عن عاملين رئيسيين تستجيب لهما وتغير مواقفها تبعا لهما وأول هذان العاملان هو الواقع على الأرض وثانيهما وجود البديل وهو نظام او قائد تستطيع محاورته كما لاحظنا في مصر وتونس. ان ما نتعرض له اليوم يتطلب تقوية وترسيخ الجبهة الداخلية بكل شكل ممكن وهذا من اساسيات العمل السياسي وباعتقادي ان وجود مجلس انتقالي جنوبي سيدق اخر مسامير نظام اسرة الاحمر المغلف بأقنعة هادي وباسندوة والآخرين وسيقوي موقفنا الدولي بشدة.