لو كنا فعلا أمة جنوبية لها قيمة ماكنا وصلنا الى هذا المنحدر الخطير نمجد الاقزام ونطبل للاوقاد ونرفع من شأن الفاسدين والحق هنا أن يلعنا التاريخ بجدارة لأننا افقدنا انفسنا زمام المبادرة واضعنا حقوقنا المشروعة وبعنا وطن ودولة متكامل الأركان ونحن قد لاتكون شركاء في هذا ولكن نشمل أنفسنا لأننا ننتسب إلى هذا الوطن الضائع في كومة قش سياسية باهتة نبحث عن ما اهدرناه وبعناه وسلمناه الى القوى المتربصة بنا وبارضنا والتي نهبت ثرواتنا وفككت نسيجنا وشرذمتنا أوصال ورمتنا على ناصية رصيف الندامة والحسرة وليس هذا فقط بل رسمت لنا سياسيات الفرقة والابتعاد والتآمر على بعضنا البعض لسنين وقرون قادمة ولايزال طريق زرع بذور الفتنة مملؤ باشواك العزلة والابتعاد وتسع شقة الخلافات المتراكمة على خطوط سيرنا وعلى مستوى كافة الأصعدة الحياتية . لقد مست هذه التصرفات الهوجاء للقيادات الجنوبية القديمة والحديثة كرامة الإنسان الجنوبي على بسيطة الارض الحنولية وافقدتنا استحقاقاتنا المشروعة خاصة بعد بيع الوطن على عاصمة الغدر والخيانة من خلال اتفاقية وحلة مشئومة وهذه خقيقة ملموسة ولا هروب منها نعم لقد أثبتت تلك القوى عداءها لشعب الجنوب وبدهاء فريد أهدرت كل كياناته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وصنعت كيانات بديلة اكتسحت كل المحافظات الجنوبية وفرضت حصار مجتمعي منقطع النظير من الصعوبة بمكان استاصاله أو التخلص منه بسهولة خاصة الدمج المبرمج الذي تم بعد عام 1990 وحرب صيف 1994 في الإدارة وإضافة مناطق شمالية إلى المحافظات الجنوبية ومزجت إرث قبلي مقيت مع تركة قبلية جنوبية ثقيلة انهتها ثورة اكتوبر المجيدة مما سبب تداخلات عكست المصالح والأهداف الشمالية في الجنوب وازاحت كل التخصصات والهامات الجنوبية في السياسة والاقتصاد والعسكرية والأمنية وجاءات بمشروع الإقصاء والتهميش وسياسة خليك في البيت حتى صفروا العداد في الجنوب نهائيا . لكن ومع ظهور تكتل جمعية ردفان وانظم إليها كل العسكريون حيث شكلوا حراكا مطلبيا سلميا متواضع ولم يجد اي تجاوب من سلطات صنعاء تطور الوضع وتمخض عنه حراك واسع شمل كل المحافظات الجنوبية مطالبا بإنهاء اتفاقية الوحلة التي انتهت بالفعل بعد حرب صيف 7/7 1994 ثم أخذ منعطفات أخرى وصلت إلى مواجهات قوات عفاش بكل فروعها الأمن السياسي والامن القومي الأمن المركزي بقيادة المتمرد السقاف قائد قوات الأمن المركزي ومحافظ عدن في الظل في 2015 لكن الجنوبيون واصلوا عصيانهم ووسعوا مسيرا ت حراكهم حتى اتى غزوا الحوثي وقوات عفاش للجنوب في 2015 التوقيت الذي قسم ظهر البعير ووحد هدف وراي وبندقية الجنوبيون في مواجهة هذا الزحف الشمالي الغادر وحقوا أبناء الجنوب نصرا عظيما على القوات الغازية وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والإمكانات وتم دحرهم الى خارج الحدود الجنوبية ثم تمخضت عن هذا التوحد تشكيلات متعددة وبرعاية الأشقاء السعودية والامارات وجحافل التحالف العربي وأخذوا على هواتقهم مسئولية تحرير الأرض الجنوبية ومشاركة الأشقاء في قتال الانقلابيون الحوثة . وبرغم كل هذه التحولات في المشهد الجنوبي إلا أن الأمور لم تأخذ المنحنى المطلوب أو تحقق الهدف المرسوم الذي ينص في فحواه أمر استعادة الدولة الجنوبية واعلان الاستقلال والتحرير الكامل لأرض الجنوب لان كثير من الأسباب وقفت دون حائل في وجه المتطلبات الشرعية نظير لوجهة نظر سعودية خليجية حول الوقت لغير مناسب تبني القضية الجنوبية أو تحقيق الهدف والحوثي جاثم على صنعاء عاصمة دولة الشرعية والوحلة الان نشهد حراك من نوع اخر وقوى تقليدية جديدة قديمة وحديثة تظهر في ساحة الصراعات وتحت مظلة دولية تسعى إلى وضع حل يتناسب مع كل المصالح المحلية والإقليمية وهذا تقريبا قد يوفر الحل الأنسب نتمنى التوفيق والسداد لكل الكيانات والمكونات والجلوس على طاولة واحدة وتوافق في الآراء والأهداف والاليات .. ونسأل الله الرحمة للشهداء القدماء والجدد والشفاء العاجل للجرحى .م