أكد الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أن اليمن مسئولية كل أبناءه ويجب على الجميع المساهمة وبروح وطنية عالية لمواصلة جهود تجاوز أزمته إلى بر الأمان وتحقيق الحكم الرشيد ومبادئ العدل والمساواة بين كل مكونات الشعب. جاء ذلك خلال لقاءه ظهر اليوم السبت بمكتبه بمدينة عدن بالدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن، وعدد من عمداء كليات الجامعة ومسئوليها. وأكد الرئيس هادي أن العالم كله يقف الآن مع استقرار اليمن وأمنه ومع المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية على طريق مؤتمر الحوار الذي سيشكل المخرج الحقيقي لمشكلات اليمن التي عانت منها طوال 50 عاماً مضت..، مشيراً أن محاولات وضع العراقيل أمام الحوار الوطني الشامل مصيرها الفشل. وحث المثقفين وأساتذة الجامعات إلى الاضطلاع بدورهم الثقافي التوعوي لايصال الرسالة السليمة والواضحة عبر كل المنابر ووسائل الاعلام لتوضيح الصورة الحقيقية عن مايجري في اليمن وماتتعرض له من استهداف لعرقلة إجراء أي حوار عقلاني موضوعي تتداعى إليه كل الاتجاهات السياسية ليطرحوا رؤاهم وتطلعاتهم لمستقبل اليمن..، بعيداً عن ثقافة الاقصاء والعنف. وأشار الأخ/رئيس الجمهورية أن مؤتمر الحوار سيعقد في موعدة ال18 مارس ولن يستطيع أحد إعاقته لأن الشعب كله يقف مع هذا الخيار..، مؤكداً أن الأم المتحدة ودول العالم كلها تقف أيضاً مع الطريق السلمي الآمن الذي انتهجته اليمن للخروج من وضعها السياسي وتجنبها الاحتراب الداخلي، وذلك بعد أن ثبت للجميع أن خيار الاقصاء والهدم الشامل خيار كارثي على المجتمعات والبلدان وصعوبة اعادة الاعمار والبناء مرة أخرى. ونبه الأخ الرئيس إلى أن أي طرف سواء من الداخل أو من الخارج يحاول عرقلة هذا المسار ويقف حجر عثرة أمام مستقل اليمن فإن من حقنا طلب محاكمته جنائيا في محكمة العدل الدولية وفقا للقرارات الأممية والإرادة الدولية . وشدد الأخ رئيس الجمهورية على أن جامعة عدن منارة أكاديمية كبرى تقع على منتسبيها وكوادرها مسؤولية وطنية في توعية المغرر بهم وإنارة الطريق أمامهم من أجل مصلحة الوطن العليا والحفاظ على المكاسب الوطنية والأمن والاستقرار..وقال " نؤكد هنا أنه لا بد من ان نقول للحق حقا والباطل باطلا والكلمة الصادقة والمخلصة مطلوبة اليوم من الجميع". واستعرض الأخ الرئيس طبيعة الملاحقة والقبض على السفينة جيهان والتي كانت تحمل اسلحة تدميرية لو قدر لها أن تقع بيد من أرادو الوصول إليه لكان لها أثرا سيء جداً، ولكن الحمد الله كانت يقظة الأمن وإرادة الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد. إلى ذلك أكد الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن وقوف أساتذة جامعة عدن وكل منتسبيها مع التوجهات التي يخطوها الأخ/رئيس الجمهورية لتجنيب البلاد مزالق الإنجرار إلى التفكك والعنف..، مشيراً أن خيار الحوار هو خيار حكيم وهو المنفذ الوحيد لمناقشة ومعالجة كل إشكاليات الدوله في اليمن. وأفاد أن جامعة عدن الممتدة كلياتها على رقعة جغرافية شاسعة في محافظات (عدن، لحج، الضالع، أبين، شبوة)، لم تتخل عن واجبها الأكاديمي والوطني خلال الأحداث العصيبة التي شهدتها البلاد..، وأثبت أساتذتها ومنتسبيها مسئوليه عالية والتزام وطني كبير، وانتماء حقيقي لوطنهم ومؤسستهم العلمية وحرص كبير على أبناءهم الطلاب ومستقبلهم. وأضاف أن جامعة عدن أثبتت حضوراً وطنياً وثقافياً فاعلاً في كل الساحة اليمنية وفي المحافظات التي تتواجد فيها..، وأدت دوراً مؤثراً عبر منابر وقنوات عديدة لتوعية المجتمع وتنويره ابان الأزمة التي عصف بالبلاد، وتحلى منتسبوها بوعي كبير في التعاطي مع التحولات التي تمر بها اليمن. وأوضح الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور أن جامعة عدن باتساعها الجغرافي الكبير المنتشر في عدة محافظات بالجمهورية..، هي بمثابة جامعة واحدة ولكنها تضم خمس جامعات في كيانها وهو مايزيد عبء المسئولية فيها ويضاعف من احتياجاتها للإمكانيات وللكادر الأكاديمي والإداري..إلخ. وتطرق الأخ/رئيس الجامعة إلى الجهود المبذولة في جامعة عدن حالياً لتنفيذ الخطط الدراسية وتطوير الآلية الأكاديمية والإدارية فيها حسب الخطط الاستراتيجية التي وضعتها خلال مؤتمرها العلمي الرابع..، وإلى سعيها الحالي للبدء بتدشين مشروعين استراتيجيين كبيرين بجامعة عدن هما: المستشفى الجامعي بمدينة الشعب، وتأثيث وتجهيز كلية الهندسة الجديدة بالمختبرات والمعامل الهندسية الحديثة. كما تحدث الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور خلال اللقاء بالأخ/رئيس الجمهورية عن الصعوبات التي تواجهه جامعة عدن مع وزارة المالية والمتمثلة في تعثر توظيف المتعاقدين والأساتذة بالجامعة رغم التوجيهات والمتابعات المستمرة بهذا الشأن..، وكذا في عدم صرف وزارة المالية لعلاوة ال50% لموظفي الجامعة أسوة بجامعة صنعاء وغيرها، ناهيك عن قيام الوزارة بخصم 50% من مستحقات بدل الإجازة..وغير ذلك من تخفيضات مست الموازنة التشغيلية للجامعة وأثرت على نشاطها. بدوره تناول الدكتور/فضل ناصر مكوع رئيس نقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعة عدن في حديثه، أهمية استكمال عملية توزيع المنحه الرئاسية بأجهزة الحاسب (الكمبيوتر الشخصي) لبقية أعضاء الهيئة التدريسية بالجامعة. كما دعا الدكتور/فضل ناصر مكوع إلى ضرورة تجاوب مصلحة الأراضي بعدن مع مطالبات نقابة هيئة التدريس بجامعة عدن بشأن استكمال توزيع الاراضي السكنية لمنتسبي جامعة عدن..، منوهاً إلى ماتواجه الجامعة من صعوبات مع وزارة المالية لانجاز عملية الخفض والإضافة لعدد من الأساتذة والمدرسين المتعاقدين لديهم منذ سنوات. وقدم الأخ رئيس نقابة الموظفين الشكر لكل أساتذة الجامعة الذين كان لهم موقف مشرف ومسئول ابان الازمة السياسية خلال المدة الماضية ..، موضحاً أن الأستاذ الجامعي هو حامل لرسالة الخير والعلم بالمجتمع وهكذا كان اساتذة جامعة عدن. من جانبه شدد الدكتور/مهدي علي عبدالسلام عضو الهيئة التعليمية بجامعة عدن، عضو مجلس النواب، على اهمية الحوار الوطني في اليمن لما لذلك استشراف إيجابي للمستقبل الذي يطمح إليه كل اليمنيين. ودعا الدكتور/مهدي علي عبدالسلام إلى توفير كل السبل والتهيئة لاستكمال التحضيرات لعقد مؤتمر الحوار الوطني والتفعيل المتواصل لتوجهات الرئيس في تهدئة الأوضاع وإنهاء المظاهر السلبية في البلاد. الدكتور/محمد صالح عبادي مساعد نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحث العلمي عبر من جهته عن كبير شكره وتقديره لاستضافة الأخ/الرئيس لرئيس جامعة عدن وقيادات الجامعة، والاستماع إلى هموم الجامعة. وتطرق الدكتور/محمد صالح عبادي إلى التركة الثقيلة التي تعاني منها البلاد، وتوجهات الأخ الرئيس المسئولة لمعالجة مشكلات البلاد بشكل تدريجي وصولاً إلى الغايات المآمولة التي ستتوجها الإجراءات الناجعة لمشكلات اليمن التي ستتخذ خلال مؤتمر الحوا الوطني المقبل. الدكتور/خالد عمر باجنيد عميد كلية الحقوق بجامعة عدن، تسائل عن أنجع الطرق لاقناع المجتمع بصواب هذه الرؤية أو تلك..، وقال أن أسلوب الحوار الهادئ والموضوعي هو أفضل الطرق لإقناع الناس لتحقيق مايصبوا اليه الشعب. وأكد الدكتور/خالد باجنيد أن استخدام العقل بدل العنف هو المفهوم الذي يجب على المثقفين وأساتذة الجامعة تعزيزه عند الناس..، وذلك كوسيلة صحيحة لحل المشكلات بطرق سلمية وسليمة. وأشار الدكتور/عبدالله لعكل عميد كلية التربية صبر أن ماشهدته مدينة عدن من أفعال غير حضارية هي أفعال يرفضها المجتمع ولايؤيدها لانها تضر بمدنية عدن وطيبة أهلها. ودعا الدكتور/عبدالله لعكل لجلوس العقلاء في عدن وبحث أفضل السبل للحفاظ على عدن وعدم السماح لأي مظاهر سلبية بالتأثير على المدينة..، منوهاً إلى أهمية استخدام الاساليب الحضارية الهادئة والإقناع عند مواجهة أي فعل سلبي في المجتمع. من جهته أوضح الدكتور/مهدي جعبل الفضلي نائب عميد كلية التربية عدن، دور الجامعة وأساتذتها والنخب المثقفة في توعية المجتمع وتبصيره بموضوعية وواقعية لقضاياه الوطنية. ودعا الدكتور/مهدي جعبل الفضلي النخب المثقفة والأكاديميين بالجامعات إلى القيام بدورهم التوعوي الذي ينتظره المجتمع منهم والنزول الميداني لكل الشرائح والفئات في المجتمع..، والتنسيق مع وسائل الاعلام لنشر الوعي بين صفوف الشعب. بدوره طالب الأستاذ/وجدي الجنيدي عضو الهيئة التعليمية والقيادي بنقابة هيئة التدريس بالجامعة، إلى إعطاء جامعة عدن اهتماما أكبر من قبل وزارة المالية ووزارة التعليم العالي. وطالب وزارة التعليم العالي والجهات المعنية بحكومة الوفاق إلى إعطاء جامعة عدن ماتستحقة من الإهتمام وبمساواتها بعدد المنح الدراسية الخارجية مع بقية المحافظات..، مشيراً أن جامعة عدن لاتحصل إلا على 15 منحة دراسية فقط وهو أقل بكثير عن ماتحصل عليه جامعات ومحافظات أخرى. كما أدلت الدكتور/رخصانة إسماعيل علي مديرة مركز العلوم والتكنولوجيا بجامعة عدن بدلوها في الحديث كصوت نسائي يجب أن يسمع في هذا اللقاء المهم مع الأخ/رئيس الجمهورية..، حيث أشارت لعظم المسئولية التي تحملها الأخ الرئيس في مرحلة مفصلية في حياة اليمنيين، مشيدة بالقدرات الكبيرة التي تميز بها الأخ الرئيس لتحمله هذه المسئولية لقيادة البلاد إلى بر الأمان وإنهاء الاحتقان الأمني في البلاد أبان الأزمة السياسية التي مرت بها. وحثت الدكتورة/رخصانو إسماعيل علي، إلى الاهتمام بمدينة عدن وتجميل شوارعها وإزالة كل المظاهر التي تسيء لهذه المدينة التاريخية وتعطل سير الحياة الطبيعية فيها..، داعية إلى الاهتمام بكوادر جامعة عدن وإعطاء درجات وظيفية أكبر مما هي حالياً. إلى ذلك تحدث عدد من عمداء ومسئولي الجامعة عن عدد من القضايا الوطنية وضرورة التفاف الجميع مع التوجهات الصائبة للأخ/رئيس الجمهورية لقيادة البلاد إلى المجتمع الحضاري المنشود التي تعم فيه قيم العدالة والمساواة ومشاركة كل أبناءه ببنائه دون إقصاء. كما تطرقوا في احاديثهم إلى الصعوبات التي تواجهها جامعة عدن مع وزارة المالية ومصلحة الأراضي بعدن وضرورة معالجتها بما يسهم في تعزيز دور أساتذة الجامعة في المجتمع، وتهيئة الظروف المعيشية المناسبة لهم.
