تحل علينا الذكرى ال 56 لثورة الرابع عشر من أكتوبر وشعبنا لا زال يسطر التضحيات والنضال والجهود والعطاء في سبيل الحرية والكرامة والدفاع عن ثورته وهويته وسيادته الوطنية المقدسة لدى أبناءه. نحيي أولئك الأبطال الذين فجروا شرارة الثورة الجنوبية الأولى لدحر الاستعمار البريطاني عن أرضنا وسطروا أروع واجمل وأعظم صور التضحية والفداء والصمود والثبات والإصرار على مواصلة النضال حتى النصر المتوج بجلاء أخر جندي بريطاني وإعلان التحرير والاستقلال وقيام الدولة الجنوبية الحرة المستقلة كاملة السيادة على ترابها الوطني ، ألف رحمة وسلام على أرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة وعبدوا بدمائهم الزكية طريق النصر والحرية. تأتي هذه الذكرى في ظل ظروف وتطورات سياسية يشهدها جنوبنا الحبيب والخوض في معركة الكرامة ضد تحالف الحوثي وإيران والإخوان المسلمين الذين يريدون العودة بالجنوب لاحتلال 1994 الثاني لأرضنا باسم مؤامرة الوحدة اليمنية. لقد كان هؤلاء ينخرون في الجسد الجنوبي بإسم ثورة الرابع عشر من أكتوبر واستطاعوا النيل من خير الرجال الشجعان مناضلين الثورة الجنوبية وتدبير الاغتيالات والتصفيات التي طالت الثوار وعلى رأسهم قحطان الشعبي وسالم ربيع وعلي عنتر وصالح مصلح وعلي شايع وكوكبة من قادة ثورة 14 أكتوبر. لم ينعم وطننا في استقراره وظلت المؤامرات تحاك للتخلص من قيادته وثواره الأحرار منذ فجر الاستقلال أن الأحداث التي واكبت ثورة الرابع عشر من أكتوبر وما بعدها كثيرة ومؤلمة وأننا ندرك تماماً أن الطريق طويل للغاية للوصول إلى الهدف خاصةً والمؤامرات نفسها تعمل ضد الجنوب بشكل كبير للقضاء على قيادات وكوادر وشخصيات ونشطاء الثورة الجنوبية الثانية. نأمل أن يكون جميع القيادات الجنوبية في مستوى اخلاص ووفاء ووحدة شعبنا وفي مستوى التحديات والصعاب التي يواجهها وأخذ العبر والدروس من أحداث الماضي. ندعوا كل القيادات والنخب الجنوبية الوطنية المخلصة بمختلف مكوناتهم وألوان طيفهم ان يجسدوا الوحدة والتماسك والروح النضالية لشعب الجنوب ويؤكدون للعالم فعلاً وقولاً ان الجنوب هو اطارنا الأوحد والجامع وإن استعادة دولتنا هو هدف الجميع مهما تعددت مكوناتنا أو تنوعه شعارتنا ، وان من يغرد خارج هذا الإطار وبعيدا عن هدف ثورة شعب الجنوب وغايته في الحرية واستعادة دولته الحرة المستقلة كاملة السيادة هو جزء لايتحزأ من الأدوات الرخيصة والأوراق المستخدمة ضد شعب الجنوب وثورته التحررية وليعلم الجميع أن ما يحدث من المماحكات ستكون لها انعكاساتها السلبية تجاه الجنوب أرضاً وإنساناً لقد مرت سنوات طويلة جداً ونحن نتمنى أن تختصر تلك المعاناه وان نحقق الانتصار النهائي لتتويج تلك التضحيات بالنصر المؤزر ولا يكون ذلك إلا بوحدة الصف وإفشال كل ما يخطط له أعداء الثورة الجنوبية وأن لا تكون أخطاء الماضي عوائق الحاضر وعثراته تجاوزنا الكثير من الصعوبات ولازالت اليوم أمامنا صعوبات أكثر وأكثر تطوراً لنكون صفاً واحداً نستفد من أخطاء الماضي ولا نكررها ولا نسمح لها تدمير الثورة الجنوبية الثانية التي لم تكتمل أهدافها على الرغم من التضحيات الجسام منذ سنوات طويلة وأن الدفاع عن الثورة الجنوبية أصبح أمر في غاية المسؤولية أمام المتغيرات السياسية المتسارعة.