زرت لودر فوجدتها مرتاحة متبسمة، متهللة متزينة، سألتها عن حالها فقالت: أوما سمعت بعودة فارسي، وحامي عريني؟ أما رأيته يتجول في شوارعي؟ أما رأيته يسأل عن مشاريعي؟ فبالأمس وصل جهده إليَّ، أما سمعت عن العشرة ميجا؟ وهل رأيت كيف تحررت شوارعي من ما علق بها؟ قلت لها: بلى رأيت ذلك، بل وتابعته معه خطوة بخطوة، وبشرتها ببشارات قد سمعتها من فارسها، فقلت لها: ألا أبشرك ببشارات جديدة؟ فقالت متلهفة، فهل هناك من مزيد عطاء؟ فقلت لها الماء قادم، ومقراتك الحكومية ستعود مجدداً، والكهرباء ستضيء مجدداً، ومشفاكِ سيلاقي مزيداً من الاهتمام، والسلام سيعم كل ربوعكٍ. رأيت لودر مرتاحة فالمستشفى سيكون تحت ناظري محافظها، ستنعمين برؤيته كل يوم، فمحافظك عاد، وعاد ليستكمل مشاريعه، عاد ليردم كل فجوة حفروها بين أبنائك، بوجوده سيعم السلام وسيذهب اللئام، ذهب المتلهفون على خرابك، سيذهب الكاذبون، لأن الصادقين قد عادوا، عاد محافظك، وحامي حماك، نعم لقد عاد أبوبكر حسين سالم، عاد ليبني، وسيذهب الكاذبون، أتدرون لماذا عاد نمر أبين؟ لقد عاد لتنعم أبين، وتأمن. رأيت كل مديريات المنطقة الوسطى متبسمات، رأيتهن فرحات بعودة رجل السلام، ورأيت من وراء العرقوب زنجبار، وخنفر، رأيتهما، وهما تشرأبان، لتنظرا محبوبهما، وابنهما، الرجل الطيب، الرجل الأمين، الرجل الكبير أبوبكر حسين سالم. رأيت زنجبار تتجهز، وخنفر كذلك تتزين، رأيت كل مديريات أبين فرحة، رأيتها طربة سعيدة، رأيت كل أبين منتشية، فزنجبار تحن لقائدها، وتطلبه خنفر، وتتمنى رؤيته سرار، ورصد، وسباح، فمشاريعه تذكرهم به دوماً. وصل محافظ أبين، وجلست معه، وظننته سيحدثنا عن الوضع العسكري، ولكن الرجل جاء وفي جعبته مشاريع أبين، ومستقبل أبين، يحمل هذا الرجل مشروعاً وطنياً لأبين، إنه مشروع السلام، والاستقرار. على أنغام مشاريعه رقص قلمي ليكتب عن رحلة كانت إلى لودر للجلوس معه، والحديث عن السلام مع رجل السلام، محافظ محافظة أبين، فأسعدني بحديثه، فمنذ وصوله شرع يزور هنا، ويتفقد هناك، فهذا المحافظ لا راحة مكتوبة في قاموسه، ولا نقاهة بعد المرض، فالوقت عنده من ذهب، ففي أجنداته ضياع دقيقة من الوقت تعتبر جرماً، فالمحافظة أبين، والوقت بالنسبة لأبين ثمين، فرحبي معي يا جبال أبين، ويا شجرها، وأوديتها، وبحارها، وكل ذرات رمالها، رحبي بالقائد العائد ليقود مسيرة السلام في محافظة الأبطال، رحبوا معي باللواء الركن أبوبكر حسين سالم محافظ محافظة أبين.