د. صالح عامر العولقي قدم المجلس الانتقالي الكثير من التنازلات لإيمانه بعمقه القومي العربي وإيمانه بمبدأ السلام والاستقرار معتمدا على حصانة قضيته وعمقها التاريخي وعدالتها محافظا على جوهر القضية من أي اختزال أو تلاعب. بنود اتفاقية جدة وضعت المشاهد السياسي أمام الحقيقة التي تحدثنا عنها كثيرا أن الصراع والحرب الدائرة، سببها الرئيسي القضية الجنوبية وتجاهلها من قبل العالم ومحاولة تصنيفها كقضية داخلية، أثبتت الأحداث أن الجنوب هو محور الصراع الأساسي، فقضية الجنوب قضيه وطن مسلوب وهوية.. وفي الجنوب العربي تلتقي مصالح العالم وتتركز الثروات النفطية والمعدنية والأهم من ذلك الموقع الحيوي بامتياز. بنود اتفاقية جدة مثلها مثل أي بنود مهما بلغت حصانتها القانونية واللغوية فإنها يجب أن تقرأ بحسب الواقع الموجود على الأرض، والذي لن يتصادم مع إرادة شعب الجنوب، لأن أي سوء استخدام لهذه البنود سيؤدي إلى استحالة تطبيقها وردة فعل من شعب قدم الكثير للتحالف وللعالم في معركتهم ضد المد الإيراني والتنظيمات الإرهابية. يؤكد رموز الشرعية عن موقفهم المضاد للسلام من خلال تصريحات وتحركات استفزازية لإشعال فتيل الحرب في محاولة لاستخدام التحالف كعصا موسى ضد الثورة الجنوبية، وهذا مايجب على التحالف إدراكه وفرز التحالفات وتقييمها. لقد كان وفد المجلس الانتقالي يتمتع بقدر كبير من المرونة للوصول إلى السلام.. لأنه يسعى إليه بينما يسعى تجار الحروب إلى استمرارها. الأرض والواقع والمعطيات هي من ستترجم بنود الاتفاقية بما يتوافق مع إرادة الشعوب وأمنها واستقرارها، وأصبح من العبث المراهنة على الفشل وإعادة انتاجه. محاصصة 50/50 التي حدثت في حوار موفيمبيك بصنعاء، كانت محاصصة أحزاب شمالية بوجوه جنوبية الجنسية احتلالية الانتماء والهدف، وتكرار مثل هذا الخطأ سيقود إلى العودة إلى مربع عام 2015م.