في رثاء هوجو شافيز .. لك الزهور الروائح وعبق الزمان .. فأنت التمدد والانتصار، وأنت التضاد زمن الانكسار .
أنت الذي حرث المآقي حقاً كي نستخرج الدمع وجداً في حقول الفقراء .. يا أيها القديس الذي صلى بمقبرة الأنبياء ورتل آيات وأجزاء من قراءات البسطاء .
يا أيها الصورة المحار من جوف البحر ومن ثنايا الطين المبلل بالبساطة والنقاء، يا وجوداً صور الأشياء/ الانسان / الفعل/ الحق/ التمازج والجمال، تماثيل ونمارق بارقات تخفق بالصدق والإخاء.
يا أيها الذاهب للجنان، يا إنسان المحال/ الخيال/ الواحة الغناء بالتبر وشقائق الأعمال في الصحراء/ في الصخر/ في الأرض/ في صناعة الأشياء لراحة الإنسان .
يا أيها الإنسان الذي تلى لربه، لشعبه الآيات ورفع لنصرته الرايات وكلم الموج المسافر للخيال في واحة الإنسان .. عفوك إن سألنا لما تركتنا نشرب الدمع حزناً .. نبكي نعم، يلَمنا الحزن البكاء .. شافيز يا أيها البكاء الجميل .. شافيز يا لقمة للصباح، يا رحلة للحلم في سماء الكادحين، يا روح علم الكلام آت من خلجات الفؤاد، فؤاد الصبايا الأمهات .
إيه يا شافيز يا راحلاً عنا بعيد يا ضفافاً، يا كحلاً لعيون الأمهات في حفلات الزمان يا تبن الفرح المغموس في قدح الأعراس، يا قناديل الضياء وأنشودة الزفاف الجميل إلى بوابة الأشياء بمملكة الروح المسافر عشية اللقاء في بساتين الكفاح/ كراكاس/ هافانا/ والقدس ترفع راية للمسيح .. لا تصلبوا ثورتي، إني الوجود هنا هكذا قال المسيح، القدس عاصمة الكفاح/ بيروت أنشودة العابرين إلى جنات عدنٍ/ ليس منا من يبيع/ شافيز يا سيد القول النهائي في مباريات/ لعبة البورصات/ يا من قلت الثروة ملكاً للشعوب .
قف يا زمن .. ودع من على الأرض غير الأشياء وقاموس النجاة المزيف والمحلى بدماء من ماتوا يوم نادى من مأذنه بلال، حي على الفلاح/ وتارة صوت الكادحين، في كراكاس حي على الكفاح .
النصر آت يارفاق، زفوا العرائس إلى مهرجان الحصاد ، فالبحر أمواج تقول بملء الفم وداعاً إبننا، أخانا، واحداً منا، وداعاً يا عبقري الأرض والبسطاء .. فالأرض تتكلم لغة الإنسان .. ذلك الذي يُقلب طبقاتها، يعيد زراعتها جواهرَ لخير الإنسان .
الأرض تصرخ بعد الرحيل، شافيز إنا هنا نصنع العشق، فمن ذا يحيد عن الصواب !!؟
شافيز، جمهورٌ، عطاءٌ، فن سيمفونية البسطاء في سماء التوالد إن ربيعاً أو خريف فماذا ترون يا أيها المحملقون في ردهات بورصات الربيع العربي/ المضمخ بالدماء/ هيا انظروا هي ذي أواني الكادحين في كاركاس البسطاء/ لحمٌ وخبزٌ وكافيار .. أقوال جيفارا .. تهاني مانديلا .. أحزان هوشي منه ...
شافيز يا رحلة للزهر في الحقل/ في العقل/ في صناعة التجديد لمعنى التوالد في الوجود ... يا بسمة تطمس الأحقاد من الميادين الفسيحة ، البسمة الجذلى الرافعة الراية راية الإنسان، ترفع الصوت/ الحق/ ضمير الناس فوق الصناديق/ المرابين/ البائعين الحلم في محابس الأنذال بأسواق عولمة الكذب المُعلب في فضائيات الرعشة الأولى والصدمة الكبرى، وفي خريف العمر باعوا الزهرات .. يوم زفوا مهرجان الصدق إلى بورصة الأيتام في حواري قندهار .. حينها صاح شافيز، أباً، أخاً، رمزاً وبستاناً وحقل .. إنا هنا لمنتظرون .. لن يمروا ... خيراتنا خيراتٌ للشعوب وليست هبة ونهبها للشركات المعولمة وتجار الحروب .. تفتحت أزهار مانديلا، وغنت حدائق جيفار وسيمون بوليفار وغنى في الوداع طائرٌ يحمل البسمة المرسومة للوداع .. شافيز راحلٌ أنت للبعيد لكننا عنك نذود عن الحياض والأرض التي أرويتها بالدم والدمع والدموع صدقاً وإخلاصاً وبناء ... شافيز وداعاً، لكن لا وداع، لأنا كل يوم نلتقي شافيز في ضحكة الأطفال والحلم المجنح في السماء .
شافيز .. خذ زهوراً من جنائن من تحب تعطر ما تبقى وما تركت من مسارات تغني أغنية في سماءك .. تزرع الآمال أزهاراً في حقولك .. تقول للدنيا لكل المآثر التي لنا قد تركت فكلنا نعشق الأشياء في بحر هواك نعشقها في ترابك أو سماءك .