وقعت الأطراف اليمنية على مسوّدة الإتفاق فيما بينهم في العاصمة السعودية الرياض، وطووا صفحة النزاعات والخلافات والصراعات التي كانت حاضرة وتغذيها بعض الأطراف.. وقعوا وهم يبتسمون دون أن يخالج احدهم لحظة وجع أو أنين أو حسرة أو الم، إو أن يعتري أياً منهم حزن أو قهر، ليس على بنود الإتفاقية أو تقارب وجهات النظر أو فوز أحدهم على الآخر، بل على تلك الدماء التي سكبتُ والأرواح التي أُزهقت، والأجساد التي تناثرت، أو تلك القلوب المكلومة والعيون الدامعة والبراءة المقتولة.. وقعوا وبات كل هذا ماضٍ تولى ولايحبذ أياً منهم أن يتذكره، وكأن من سقطوا وذهبوا وقُتلوا مجرد (دُمى) لاقداسة لها ولا كرامة، ولا قيمة لها أو أهمية، ولا مكان لها في واقع الكبار. والمتصارعون على الكراسي.. بينما هؤلاء يتعانقون هناك منازل لازال يخيم الحزن عليها، هناك أطفالٌ تيتموا، ونساء ترملت، وأبا مكلومين، وأمهات ثكلى، وحياة بائسة وواقع أشد بؤس ومرارة يعيشونه.. وقعوا وبات كل شيء في خبر كان رمته الريح إلى مكان سحيق ولفته الوساطات والوجاهات الدولية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ويبحث بنهم عن إجابة شافية كافية بعيدا عن خبث الساسة ومكر أصحابها ولآمة المتمصلحين ، مفاده ماذا بعد التوقيع هل سيلوح في فضاءات الوطن أمل الخلاص من هذا الواقع البائس الذي أفرزته تلك المشاحنات وينعم البسطاء بحياة فضلى، أم سيظل الألم ينخر دواخلنا ويمزقها..؟ هل سيكتفي أصحاب الكروش بما نهبوا وأخذوا أم سيظل جشعهم مسيطر على كل شيء؟ هل سيكتفي تحار الحروب ومصاصوا الدماء بما سفكوا وقتلوا أم سيزيد نهم جوعهم وعطشهم لإراقة المزيد من الدماء وإزهاق المزيد من الأرواح..؟ هل سيصبح الأعداء أخوة يجمعهم هم وطن واحد، ومصلحة واحدة، ومحاربة عدو واحد أم أن كل هذا مجرد ضحك على الذقون وحقنات مهدأة لهذا الواقع المحتقن..؟ هل... وهل.. وهل.. سنتظر قادم الأيام، هل ستصفوا الأجواء لنا وتبتسم الأيام، أم الشقاء سيظل ملازمنا إلا أن يرث الله الأرض ومن عليها..؟ حفظ الله الوطن سالماً غانماً.. 5 نوفمبر2019م