يا لذلك الوجع الذي لن تخففه الكلمات ولن تبدده الضحكات..يا لذلك الحزن الذي لن تذيبه المواساة أو الإدانات..أطفال تيتموا , نساء ترملت ,أمهات أثكلت ,وفاجعة حلت ومصيبة أتت دماء سالت..أرواح أزهقت.. الضالع ..دماء ودموع ..وجرائم لا تغتفر..همجية الجيش وعبثية الطغاة أتت على كل شيء قتلت الأبرياء مزقت الأشلاء لا لشيء إلا لان الخوف من صرخة طفل ثائر قضت مضاجعهم وعزة شيخ أعزل أقلقت سكينتهم ودناءة أسيادهم وريالاتهم الهزيلة البائسة هي من أمرتهم.. يا لهذا الليل الطويل جدا.. ويا لذلك الالم الاشد إيلاما لن تمر ساعات هذا الليل دون سلام فالحسرات تعذبنا والأنات تمزقنا والآهات تشق صدورنا وتحفر عميقا صوب دواخلنا لتحط رحال المأساة والحزن القاتل.. قل لي أيها الهمجي البغيض..قل لي أيها الوحشي كيف ستقف بين يدي الله ؟ قل لي أين ستتواري حينما تسئل عن هؤلاء الأبرياء الذين حصدهم سلاحك اللعين في لحظات عناق مع وريقات القات ونزوة أردت أن تشبع فيها رغبتك ونهمك وعطشك للدماء.. قل لي كيف طاوعت وحشتيك وقسوتك وحيوانيتك لتقتل أبرياء عزل دون سبب يذكر ودون مبرر لذلك الفعل الشنيع الذي تبددت فيه الإنسانية والضمير وظهرت جلية الوحشية ونزعة العداء والبغض والكره لهؤلاء الأبرياء..؟ قل لي أأسيادك من أمرك بذلك؟ أم همجيتك ؟ أم أن وراء الأكمة ما ورائها ؟ قل لي هل كلماتك ستخفف وقع معاناتهم وستخمد نيران حسراتهم وحرقتهم وضياعهم الذي صنعته أنت وأسيادك ؟ الضالع ربما آلمتها وحشتيك ,ربما أحزنتها قسوتك , لكنها لن تنصاع لن تستكين لن تخضع, وستظل شامخة شموخ جبالها وعزيزة بعزتها رجالها وأبطالها,فلا تنتظر من أسيادك إدانات أو تعاز أو مواساة , فمصابها عظيم ,وخطبها جلل وهي تكبر حينما تشرب تربتها الطاهرة من دماء أبنائها الذين تحصدهم بكل وحشية وهمجية رصاصات الغدر والخيانة والخوف.. أنت قتلت العشرات جرحت المئات أحلت الأفراح إلى أتراح أسبلت المدامع الهبت الحنايا,ولكنك بددت مشاعر الإنسانية وفتحت أبواب العدائية والبغض وأطلقت رصاصة الرحمة على ذلك التعايش الهش والأخوية التي أردت أن تفرضها أنت وأسيادك بقوة السلاح وهمجية الطغاة.. الضالع...عزائي الوحيد أنك شامخة..قوية...عزيزة..صلبة لن تنكسر أو تستكين..رحم الله أولئك الأبرياء ..وشفى الله الجرحى..وقاتل الله الأعداء..
