امل عياش "تباني ابكي انا ماشي معي باقي دموع " هذا هو حالي اليوم بعد سماع خبر وفاتك ياغالي تعودت عند زيارتك بمرضك افتح الباب واجعله مواربا .. ادخل قليل من راسي واغني لك "ابو العيون السود" .. وولدك يقول لك شوف من اجئ لك وانت تفرح وتكمل بعدي مقطع الاغنية "تعاتبني وتسألني عن غيابي وتتلمس لي الأعذار" . ولا تنسى ان تسألني عن والدتي وتوصيني برعايتها. يطول بيننا الحديث عن الفن والفنانين .. أشعر بالمتعة وأنا استمع واستمتع بذكرياتك الفنية ومواقفك الخاصة . احب الحديث معك وانت تسترسل ايضا تاريخ ومعاناة زملاءك اخر حديث بيننا كان عن الفنان محمد علي ميسري " ياعم منصور يامروح البلد" ومشاركتكم في كوريا وروسيا وتتكم بحب عن الميسري وماذا وماذا اتذكر ؟ وعن اغنيتك " صياد " وانت تتغزل بها وبصوتك الطفولي حين غنيتها. دارت بي الذكريات عندما التقينا في مصر وفي بيتك في جلسة طرب وذكريات ترتلها نغما انت واختك الوحيدة . وفي حديقة الأزهر بمعية الأساتذة نادرة عبد القدوس وعبد العزيز عباس كنا مستمتعين بصوتك الشجي عندما تغني "تباني ابكي" .. كنت فعلا تبكي لان هذه الاغنية تفرغ مافي وجدانك من حزن وشجن وحب وفراق واحاسيس جياشة تبكيك بحرقة .. اتذكر اخر اتصال تلقيته منك قبل رحيلك بأيام .. لم تكن تنساني ابدا ، ويأتي سؤالك عني ليزيح الكثير من متاعب الزمن. وها انت ترحل الان ويتوقف السؤال .. ترحل وأنت تحمل في جعبتك ارشيف كامل عن الاغنية اليمنية اللحجية بشكل خاص .. كنت دائما تحدثني عن فنانين الجيل الجديد وعدم اتقانهم الأغنية اللحجية .. رحلت كالبقية وانت تحلم ان تسجل بقية اغانيك او طباعة كتابك الذي ظليت أعوام تؤرشف فيه الكثير من تاريخ ومحطات الاغنية اليمنية وسيرتك الذاتية. مازلت اتذكرك وقفتك الشامخة وانت تغرد بصوتك العذب والشجي امام الفنان اللبناني مارسيل خليفة والكل مستمتع يومها كان يجلس الى جواري شخص اردني قال يالله مااجمل هذا الصوت الكلاسيكي وما اجمل ما يحمله من شجن اشجى الحضور. كم كنت رحيم وجميل وكريم الطباع ، اختطف الموت فجاة فنانا الكلاسيكي الجميل. عندما تلتقي بصديق فنان مخضرم ينبض بالحياة ويرحل فجاة نحاول ان نبتعد عن بيانات للنعي لان الحياة هي اصل ذلك الفنان التي نستلهم معانيها من اللقاءات التي جمعتنا. اتصلت لابنه محي الدين لتقديم العزاء قال ياامل ابي يحبك كثيرا واعرف ان فراقه بيزعلك. قلت عظم الله اجركم واحسن عزاكم وانتم اولاد طاعة لوالديكم وبلغ التعازي لشقيقة عبد الكريم توفيق في الامارات والله اعلم كيف حالها بعد وفاته لانها كانت تقول لي هذا ابي. عبدالكريم توفيق " تباني ابكي؟"
