* أيمن باحميد بين فترة وأخرى يرتفع الحديث عن تقسيم حضرموت وفك ارتباط واديها عن ساحلها، ويكثر الجدل بين الحضارم وغيرهم عن أيهما الأصلح لحضرموت، غير أنهم يتفقون في الأخير على أن حضرموت واحدة وستظل كذلك، فمن أين يأتي الكلام عن "التفكيك" إذا؟! وهل هي بالونه اختبار مشروخة يتم رميها بين الحين والآخر؟! من ينظر إلى حديث التقسيم يجد أنه مبني على حقوق غائبة عن مديريات الوادي، ويرى الكثير من أبناء سيئون وتريم والقطن ومختلف مدن الوادي أن الحصول على تلك الحقوق مرهون بالانفكاك عن الساحل الذي أستأثر بنصيب الأسد من مخصصات المحافظة وعائداتها. ماذا ننتظر حين يسمع أبناء تلك المديريات بأن 20% أو دونها هو نصيبهم من حصة النفط التي تصل للمحافظة، وبغض النظر عن صدق ودِقّة تلك المعلومة فإن سماعها يورث شيئا في النفوس.. هل سيقبل أبناء مديريات الساحل أن تكون حصة مدن الوادي 70% من عائدات الموانئ على سبيل المثال ؟! الحديث عن مطالب إذا.. فلا جدوى من إيذاء حضرموت بحديث التقسيم المفتعل، وذر الرماد عن حقوق أكبر مازالت غائبة عن المحافظة ككل، فبدل الحديث عن 20% حصة حضرموت من نفطها، دعونا نفتح ملف الحديث عن ال 80% الباقية وأين تذهب ولصالح من ؟! حضرموت أمانة وملك لكل أجيالها، ولا يحق لأي قبيلة أو حزب أو جماعة أو سلطة التلاعب بجغرافيتها والتحدّث وصاية عن أهلها، ومن المسؤولية الأخلاقية والتاريخية أن نحافظ على وحدتها وكتلتها، ونطالب بجميع حقوقها ونقف في وجه من يخطئ في حقها. بالعودة للحديث عن المطالبات العادلة لمديريات الوادي فإن أملنا في سلطة المحافظة أن تتعامل بحزم مع هذا الملف، وقد أعلن القائد اللواء فرج سالمين البحسني محافظ المحافظة في أكثر من مناسبة عن العمل على توزيع الموازنة بصورة عادلة لكل مدن ومديريات المحافظة شرقا وغربا ساحلا وواديا، ونحن واثقون في صدقه وإخلاصه، وكم ستكون ضربة قاضية إذا ما قرر زيارة عاجلة لسيئون وأخواتها، واستمع من أهالي الوادي، وكانت بداية عملية جديدة لإصلاح كل الإختلالات السابقة. يجب أن تعلن المحافظة فك الارتباط عن كل النافذين والعابثين بسلامة حضرموت وأهلها.. فك الارتباط عن الفساد.. فك الارتباط عن المحسوبية والتلاعب بالثروات. فك الارتباط عن الدسائس المضرّة بنسيج حضرموت الاجتماعي. فك الارتباط عن كل ما يعرقل مسيرة حضرموت المحبّة والتسامح.. نعم لفك الارتباط عن كل الشوائب.. من أجل حضرموت..، حضرموت التأريخ.. في الأمس واليوم.. وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولو كره المتربّصون.