رسالة من ابناء وطن مُعاناة 30 سنة لم ير جيلها غير التنظير والتآمر وسوء نويا من يسمون انفسهم قيادات سياسية، يتبادلون الحيل لخيانة وطنهم وسرقة ثرواته واستغلال موارده وإزاحة أخياره ، فخلّفوا من بعدهم مجتمعا مُعاقا لا يتكئ غير على وطن مفقودة بوصلته . حسبنا الله ونعم الوكيل . كائنات سياسية وثقافية وأدبية واعلامية وقبلية شاركت في تجهيل هذا الجيل لتبقى مصالحها ( لا مساس) فلم ير غير اراقة الدماء وقتل الأبرياء وتهميش الأكفاء وزيادة في مساحة الفاسدين المؤدي الي تأخره عن ركب تطور الاوطان التي طوعت ثرواتها لتعليم ابنائها وتربيتهم قادة للمستقبل بالأفعال لا بالاقوال فتشبع هذا الجيل المعول عليه باللامبالاة ولم يعر اهتماما بالقيم المجتمعية ولا يفكر غير في الكسب السريع متعلقا بنظيرة ميكافيللي ( الغاية تبرر الوسيلة ) . حسبنا الله ونعم الوكيل . نحن المثقلون بملفات الوطن منذ 30 سنة لم نجد غير السياسي المركب والوزير (الشامل) المحول الي ( مستشار) والمدير (الفاشل) الخريج من لاشيء ولم نر السياسي الوطني والوزير الاكاديمي والمدير (العاقل) ممن يقيسون الامور بمقياس الوطن لا بمقياس زيادة مساحة ( مكونات ) المصالح وهو ما افرغ حضرموت من اي حامل سياسي وطني ذا رؤية انسانية وطنية ينأ بنفسه عن اي ( مصلحيات ) لا يدير قيادته غير ارادة شعبه يركن اليه اذا تداعت عليها الأكلة، وهي لناظرنا قريب . لقد خسرت حضرموت كوكبة من ابنائها السياسيين اغتيالا و تهميشا ونفيا وتسريحا ، وامامها أكثر من 30 عاما قادمة ستبحث فيها عن رجلات السياسة غير المفسدين لانقاذها وتخليصها مما هي فيه من الاجواء الحالية التي يدور في فلكها الراغبون وغير الراغبين في تقسيم حضرموت وهي لم تهب صدفة وليست وليدة لحظة الخوف عليها ، بل على مصالح من يملأون تلك الاجواء ضجيجا كضربة استباقية ، دفاعا عنها وتخوفا من فقدانها . واذا ما تحدثت عن ( القعيطية والكثيرية ) فهما سلطنتان مؤسِسِتان لدولة مدنية وطنية كانت قادمة لو لا النزق السياسي المتسرع في حضارم القوميين العرب الذي افرغ (وحدة حضرموت ) من اي حامل وطني سياسي واقتصادي وأضعف قوتها العسكرية ( الجيش البدوي الحضرمي ) المؤسس على الهوية الحضرمية ساحلا واديا الي جانب القوات العسكرية المدنية للسلطنتين ، ولعل ذات سيناريو يطل برأسه مستغلا هرولة (مكونات) بعينها نحو المحاصصة والتقاسم والتوازنات وبطبخات تسعى الي تمزيق الحضارم قبل حضرموت . صدقوني لم ير تعاقب الاجيال غير الدمار والدماء، مادامت الاذان لا تردد غير صدى مصالح الغير .