"ادع لي يا عيدروس بالشفاء"، كانت هذه آخر عبارة اسمعها عبر الهاتف من أخي وصديقي وقرة عيني الحبيب شيخ زين العيدروس – رحمة الله عليه وطيب ثراه – قبل ان يغادر بيوم واحد إلى المملكة العربية السعودية للعلاج بعد ان تراجعت صحته في الأيام الأخيرة.
انا لا ارثي الأحباء بل أتذكر أروع أيامي التي عشتها معهم والزين شيخ العيدروس في مقدمتهم.. بدري يا بو محمد وحسن تترك اهلك ومحبيك وبيت العيدروس المبارك.. واستغفر الله العلي العظيم فان كان الموت - وهو حق علينا – قد غيبك عنا، فانه قد غيبك جسدا، أما روحك التي اعتلت إلى بارئها فإنها ستظل تلازمنا كالظل طيلة حياتنا وحتى اليوم التي نلحق بك.
انا لا أرثيك بل أتذكر محاسنك فقد كنت ركنا مهما للمقام المبارك جامع أبي بكر بن عبدالله العيدروس.. تتابع لحظة بلحظة ما يلزمه من احتياجات.. وتنظم إحياء المناسبات الدينية وراتب الاثنين الروحي ..فقد بلغني من شقيقه الحبيب مصطفى الذي ظل إلى جانبه حتى الرمق الأخير ان الزين شيخ وهو على فراش المرض يسأل بقلق عن خطيب الجمعة القادم ضمن البرنامج الذي كان يشرف عليه شخصيا هذا هو حاله مريضا اومعافى .وكنا عندما نراه منهمكا في نهاية المقيل نجده يدون عمله وتحركه لليوم التالي.. انه شيخ من الطراز الحديث المنظم لشئون المنصبة وتفعيل تأثيرها في الحياة العامة.
انا أرثيك ولكن أتذكر انك كنت العين الثاقبة المراقبة في غياب أخيك خارج البلاد.. تتابع وتكافح الناهبين الباسطين لأراضي آل العيدروس في الحسوه وما حولها.. توثق كل ما تتناوله الصحافة وترد على المدعيين وتتصدى لهم في المحاكم مؤمنا بمقولة كنت ترددها دائما "ماضاع حق وراءه مطالب"، الذين أتعبوك في الدنيا أتعبهم الله إضعافا مضاعفة دنيا وآخرة.
انا لا أرثيك بل أتذكر وكم سأتذكر من الأيام الذي كنت فيها نعم الأخ الحنون والصديق الصدوق الذي يسأل عنا في غيابنا وحضورنا حتى في ساعة غضبك سريعة الذوبان تمتصها ولا تحمل ضغينة لأحد لأنك الزين شيخ. سلامة قلبك إلى يوم تبعث حيا.