ليس لليمنيين إلا الريح هكذا قال ذات يوم محمود درويش عن الأكراد' وها هم في مهب الريح تحركهم حيث أرادت وتلفحهم بلهيب الحرب متى شاءت وعلى هذا المنوال تلعب الرياح في اليمن ويتآمر عليه المنافقين' ذاك يقتطع محافظة وهذا جزيرة وذاك عاصمة وهذا مطار' ويجتمع ثلة من الخراصون في أوتيلات عربية أمامهم خريطة' وفي أيديهم الأقلام والمناشير يرسمون خارطة جديدة تتناسب معا إطماعهم' الاستعمارية حسب ما يمليه عليه ضمائرهم في تقسيم اليمن وتدمير حضارته خشية نهوضه كدولة نائيه ثروتها في جوفها' اليمن كدوله أمتهنه شذاذ الأفاق' لمن لا يعرفون طريق السياسة' لأنهم وجدوه فرزه يبتاع منه الطامعون الحصافة' وجده المتزلفون ساحبة صيف ماطره فبتاعوه من ضعفاء النفوس بتذكرة سفر لا عودة بعدها' استهان الآثمون باليمن، وجدوه كنز في صندوق بلا حارس أمين، تصارع عليه الجيران، اطماع فارسية وأخرى عربية' واليمن كطفل جريح ويتيم ينتظر من يربط معصمه ويسحب جسده الطاهر حتى لا تتعثر روحه اللطيفة. كثيراً هم ساسة اليمن الذين يقدمون نفوسهم لدول الجوار كقادة بإمكانهم التغير والإعتماد عليهم، في الوحده أو التشطير مصابين بجنون العظمة على حساب الإنتقاص من شعبهم لا يبالون ببيعه كقطعة خردة لمن يود الشراء' اليمن يُقسَم بمعاونة ساسته الصامتون' ولم نعد نعلم هل هم مع اليمن أو معا أعدائه' فهم كمن كان منافق ثم تاب ثم نافق ثم قتل، وهم في الحقيقة تنطبق عليهم الآية الكريمة ((قتل الخراصون')) الكمائن تنصب لليمن' واليمنيين هم الخاسرين سوأ كانوا ضد إقامة دولتهم بمشروعها العادل' أو معها. إن عدالة السماء تقتضي أن لا تموت صنعاء بجوعها' ولا أن تُغتال عدن بغتصابها' اليمن واحد تاريخ وحضارة ومجتمع ولم تكن هناك الحاجة لتموت مرتين' إن المنافقين لا يصنعون السلام ولا ينتصرون لضعيف. الحقيقة الباقية لليمن كدوله رئيس، الجميع يؤمن بشرعيته رئيس لليمن' ولا خلاف في ذلك' لكن المسيء استغلال الشرعية من منافقين يضحكون معها في النهار ويتبرؤون منها في الليل ينتفعون بها كإرث سياسي قائم على التقاسم بين الأحزاب التي لم تأتي بخير يذكر. أتركوا اليمن لأحفاد سبأ الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء يخططون مستقبله بعيداً عن التقاسم الحزبي والطائفي وبعيداً عن الأعتماد بمبدأ فرق تسد أو اضرب هذا بذاك. ثمة متربصين يستغلون الوجع ويضربونك حيث تتألم دونما النظر لحالتك الإنسانية القائمة على التعاون العربي' ضد أعداء العرب' بل يقدمونك هدف سامي وطعم مشروع لعدوك وعدوهم الذي لن يتوقفك ببتلاعك وابتلاعهم. أخيراً إن نجاح اليمن يعتمد على ركيزة أساسية ترك اليمنيين الساسة المقيمين في الخارج الوشاية ببعضهم لخصومهم' ما لم فإن البراكين تنصهر والأموج ترتفع ولينتظر جميع اليمنيين وجيرانهم نار تحرقهم من عدن إلى الخليج من رؤوسهم حتى أخمص قدميهم' وما إيران عنكم وعنا ببعيد. ((فذكر إنا الذكرى تنفع المؤمنين))