إذا أردنا أن ننجح في تحقيق أهدافنا علينا ان نراجع ونقييم ونصوب اداءنا بواقعية ومنطقية وعقلانية وأمانة وبمسؤولية بعيد عن العواطف والحماس الغير واعي او مسؤول وبعيد عن الشطحات والشطط والعنتريات والتحدي واستعراض القوة او التهديد بتفجير الوضع ونظرية شمشوم في هدم المعبد. فالتعامل مع الناس يجب ان يكون مدخله من بوابة الثقة وحسن الظن وليس بالهوى والانتقائية والمزاجية والتقرب والتزلف لمن هم قريبين من موقع القرار او النفوذ القبلي او الحزبي او غيره فالتقييم يكون من حيث الأداء والعمل الجيد والخبرة والكفاءة والمؤهل والنزاهة وان لانبخس الناس اشياءهم ونضع الرجل المناسب في المكان المناسب هنا صمام الأمان لكل عمل هادف وناجح. علينا ان نبتعد عن المناطقية والتي تفرق ولا تقرب تشتت ولا تجمع تمزق ولا ترأب الصدع تفشل وتحبط اي عمل مهما كان نوعه وقيمته ولنا في التاريخ عبر كثيرة. علينا ان نبتعد عن الأنانية والأنا وان نعمل بشكل منظومة اذا كنا من دعات تأسيس اعادة الدولة وبناء مؤسساتها وفقا للأنظمة والقوانين واللوائح والتشريعات. فبداية الفشل وانهيار الدولة هو من الغرور والكبر والفخر والفردية وازدواجية القرار والنجاح يأتي من التواضع والشراكة والعمل الجماعي والشوروي. علينا ان نحترم مشاعر الأخرين ورأيهم ومشاعرهم الوطنية والانسانية والاجتماعية وان نبتعد عن التشكيك والتخوين والاتهام اذا ما اختلفت وجهات النظر فيما بيننا فالاختلاف سنة في أمم قد خلت من قبل وهي ظاهرة صحية والاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية والتعنت والاصرار والتمسك بالرأي مهما كان سلبي هو عملا يؤدي إلى الشقاق والتصدع والتشتت بين افراد المجتمع وتكون نتائجه حتماً سلبيه. ليس عيبا ان تجامل شخصا ما من باب الكلمة الطيبة صدقة (كلمة طيبة كشجرة طيبة) وليس نفاق اعوذ بالله من ذلك ومن باب وافشوا السلام بينكم ليس عيب ان تشجع وتحفز شخصا ما لأنك ترى فيه الايجاب اكثر من السلب وترى فيه انه يملك قدرات وعنده الكارزما مع مراعة تصويب مساره. نحن الأن نمر بظرف عصيب كثرت فيه الفتن والقلاقل والقيل والقال وكثر فيه الهرج والمرج الذي يوحي بأن القادم اسوى اذا ماستمرينا بهذا من غير ان نعود ونحتكم للضمير والعقل وحفظ الدماء والأموال والأعراض والدفع بالتي هي أحسن فأننا قادمون إلى مالا يحمد عقباه. نبض الشارع وحديث الناس يراوح بين هذا وذاك علينا ان نعود إلى كتاب الله وسنة رسوله ونحتكم له. ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم فَإِن تَنازَعتُم في شَيءٍ فَرُدّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسولِ إِن كُنتُم تُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ ذلِكَ خَيرٌ وَأَحسَنُ تَأويلًا﴾ ﴿وَإِذا جاءَهُم أَمرٌ مِنَ الأَمنِ أَوِ الخَوفِ أَذاعوا بِهِ وَلَو رَدّوهُ إِلَى الرَّسولِ وَإِلى أُولِي الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الَّذينَ يَستَنبِطونَهُ مِنهُم وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ لَاتَّبَعتُمُ الشَّيطانَ إِلّا قَليلًا﴾