بالأمس نضحك هزلاً لقائل العبارات التاريخية المُعَنوَنة واصفين إياه بالجنون و الكبرياء و العظمة حينما يطل علينا في خطاباته المتكررة متعصباً يهاجم معارضيه و ينعتهم بالفئران متسائلاً مَن أنتم ؟ و متوعداً بملاحقتهم بيت بيت زنقه زنقه . و بين لحظة و ضحاها إنتهى القذافي و نظامه بعد أن تكالبت عليه دول عدة جراء ثروة ربيع عربي امتلكها محرضيها و داعميها و ليس ثورة كما يصنفها البعض لتدخل ليبيا بعدها في أتون صراع سياسي و حرب مؤلمة مشتعلة غير قابلة للإطفاء . ليبيا اليوم تنكوي بغباء معارضي الأمس و تبكي دماً يسيل شوارعها و أزقتها جراء صراع ليبي ليبي بهندسة و وصايا أجنبية و حرب بالوكالة . ليبيا التي لم تذكر بالأمس تتصدر اليوم عناوين أخبارنا ... ذكرها في بداية صفحات إعلامنا ... عنوانها حرب سرقت كل أحلامنا ... شرّدت و هجّرت الآلاف من عائلاتنا ... لتزداد كل يوم و كل ساعة معاناتنا ... من مواطن ليبي قائلاً هذا لسان حالنا . بين سندان حفتر و مطرقة السراج ليبيا اليوم تنهشها الصراعات العديدة و المناكفات المثيرة و الأجندات الخطيرة و المصالح المقيتة و النوايا الخبيثة . في الأخير ... صدقت يا قذافي ... حينما قلت مَن أنتم ؟ و دمتم في رعاية الله