قال الأخ عبد الرحيم العولقي، مستشار نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، إن المجلس الانتقالي مزق النسيج الاجتماعي الجنوبي، ووجه طعنة غادرة تركت جرحا عميقا في الجسد الجنوبي الواحد من خلال استدعاء الفتنة المناطقية القديمة وخلق الشحناء والبغضاء فيما بين الجنوبيين، وعمل بكل الوسائل والطرق على نسف روح التصالح والتسامح فيما بين الجنوبيين، كل ذلك خدمة لأجندات خارجية تسعى لتمزيق اللحمة الجنوبية وتدمير الجنوب وإشعال نار الفتنة وخلق الصراعات بين الأخوة الجنوبيين لتمرير المشاريع الخبيثة لمن يدعمونهم لنهب مقدرات الجنوب وامتصاص ثرواته. وأضاف العولقي في كلمة مسجلة له عبر مقطع فيديو بمناسبة العام الجديد، بأن المجلس الانتقالي لا يمتلك أي مشروع وطني حقيقي لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي، وإنما تم إيجاده فقط ليكون أداة خبيثة لبث سمومه القاتلة لتفريق وتمزيق النسيج الجنوبي وحرف مسار قضية الجنوب العادلة ونسف اتفاق التصالح والتسامح بين الجنوبيين وإعادتهم إلى مربع الاقتتال والصراعات المناطقية الدموية. وفيما يلي نص كلمته: "نتمنى أن يكون هذا العام الجديد عام النصر والتمكين لليمن عامة والجنوب خاصة، وأتقدم بخالص التهاني لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وللشعب الجنوبي والشعب اليمني عامة. لن يكون هناك أمن واستقرار إلا ببناء دولة المؤسسات التي يسعى من هم شركاء في التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن إلى تدميرها لهدم الدولة ومقدراتها عبر أدواتهم من المليشيات المأجورة، ويبدو ذلك واضحا في ما نراه حاليا في المحافظات المحررة وخاصة المحافظات الجنوبية وفي عدن الحبيبة العاصمة بالذات من تخريب وتدمير ممنهج، وبات سكان عدن بسبب ذلك يعانون الألم والحزن وخيبة الأمل.. وذلك لأن أشقاءنا في دولة الإمارات العربية المتحدة لم يتعاملوا مع مؤسسات الدولة ولم يتعاملوا مع قوى صادقة لبناء هذه المؤسسات، بل تعاملوا مع مليشيات وبنوا مكونات مناطقية تحاول إعادة الجنوب إلى الخلف وهدم السور الذي بناه الحراك الجنوبي في 2007 على أساس التصالح والتسامح ونسيان الماضي وبناء مستقبل الجنوبيين الذي يعاني منذ 67م حتى يومنا هذا.. فأقولها بكل صراحة، إنه منذ تأسيس مكون المجلس الانتقالي الجنوبي وتوليه زمام الأمور في الجنوب بدأت المأساة والانحراف لتوجه القضية الجنوبية، رغم الشعارات المزيفة التي عبرها يضحكون على شعبنا الجنوبي الأبي بأنهم يسعون للتحرر والاستقلال واستعادة دولة الجنوب.. لكن الحقيقة أنهم تسببوا بطعن القضية الجنوبية وأحدثوا شرخا في النسيج الاجتماعي الجنوبي واضح جدا ولا يمكن نكرانه.. فلو كانوا فعلا يسعون لاستعادة الدولة الجنوبية لكنا رأينا منهم شراكة حقيقية مع جميع المكونات والقوى الوطنية الجنوبية سواء كانت مع الشرعية أو خارج الشرعية.. كانت هناك فرصة حقيقية على مدى خمس سنوات للإخلاص والتعاون فيما بيننا لإعادة بناء مؤسسات دولتنا، وكنا مضينا سويا نحو تحقيق تطلعات شعبنا الجنوبي باستعادة دولتنا المنشودة.. إلا أنهم للأسف الشديد أقصوا الجميع وتنكروا لكل القوى الوطنية الجنوبية التي تمتلك رصيدا تاريخيا عريقا من النضال السلمي من أجل نيل الحرية والانعتاق والاستقلال تشهد لها الميادين والساحات الجنوبية.. إلا أن أصحاب المجلس الانتقالي تنكروا للجميع وقرروا أن يمضوا لوحدهم دون الالتفات للآخرين، لينكشف الغطاء عن الوجه الحقيقي للمجلس الانتقالي بأنه لا يحمل أي مشروع وطني، وأن شعارات تحرير واستقلال الجنوب التي يتغنى بها شعارات مزورة ومزيفة يتسترون خلفها لتمرير مشاريع خبيثة لمن يدعمونهم والتي يسعون من خلالها لتدمير وتمزيق الوطن والاستيلاء على مقدراته وثرواته.. المجلس الانتقالي وللأسف الشديد حرف القضية الجنوبية عن مسارها الحقيقي وأضاع جهد سنوات من النضال السلمي سقط على إثره الكثير من الشهداء من أبناء الجنوب في سبيل هذه القضية العادلة.. لقد صار المجلس الانتقالي خنجرا مسموما في خاصرة القضية الجنوبية، وفي خاصرة الشعب الجنوبي، ونسف اتفاق التصالح والتسامح بين الجنوبيين وأعاد إلى الواجهة فتنة المناطقية والكراهية بين أبناء الوطن الواحد وما يحدث الآن بين الجنوبيين من الشحناء والبغضاء والاقتتال والصراعات الدموية خير دليل على ذلك.. على جميع الجنوبيين أن يعوا جيدا أن المجلس الانتقالي أحدث في الجسد الجنوبي جرحا عميقا والذي نحتاج لعلاجه ومحو آثاره سنوات طويلة.. فعلوا كل ذلك خدمة لمن يدعمونهم ويغدقون عليهم الأموال.. لقد ارتضى من في المجلس الانتقالي أن يكونوا معاول هدم للجنوب أرضا وإنسانا من أجل مصالحهم الشخصية الدنيئة.. نعم، لقد فضلوا مصالحهم الذاتية على المصلحة العامة للجنوب وشعب الجنوب. شبوة صارت اليوم نموذجا للدولة وسنكون نموذجا رائعا بإذن الله في المستقبل مع إخواننا في محافظة أبين الباسلة وحضرموت والمهرة وسقطرى. عدن التي يسيطر عليها الانتقالي اليوم تعاني من البلطجة والنهب والسطو ومداهمة البيوت وفتح السجون السرية، باتت عدن تعاني جميع أنواع الانتهاكات. إخواننا في محافظة لحج أقول لكم بكل صدق وبكل شفافية إن أردتم اللحمة الجنوبية فعليكم أن تقولوا كلمة الحق وتناصروا كلمة الحق.. ندرك تماما أن في يافع والضالع وردفان رجال وأبطال، لكن للأسف أصبح من يملك القرار في هذا المناطق في هذه المرحلة من لا يشعرون بالمسؤولية ولا يدركون معنى وقيمة التصالح والتسامح وبناء الدولة.. وظنوا أنهم بقوة السلاح سيحتلون الجنوب بشكل آخر بأجندات خارجية، وما هم إلا أدوات لا أكثر ولا أقل.. عليهم أن يعوا جيدا أن محافظاتشبوةوأبين وحضرموت والمهرة وسقطرى بعيدة عنهم، ولن تسمح أن يتم تمزيق نسيجها الاجتماعي وتدمير مؤسسات الدولة فيها، ولن تسمح بالهيمنة عليها من قبل من يحاولون ذلك لأنها لن تسمح بذلك مطلقا.. أربعة أشهر حتى الآن مرت منذ أحداث أغسطس الماضي، انظروا إلى ما فعله المجلس الانتقالي وأنصاره في عدن من مأساة وتدمير وتخريب وسطو لمؤسسات الدولة وبسط للأراضي العامة والخاصة والزج بالأبرياء للمعتقلات وفتح السجون السرية وقتل شباب شبوةوأبين ومصادرة ممتلكات المواطنين البسطاء". نؤكد للجميع أننا قادرون على دخول عدن بما نمتلك من قوة، لكننا لا نريد إدخال عدن وأهلها مرة أخرى في نفق مظلم هم بريئون من كل ذلك، وأيضا ما يمنعنا من دخول عدن هو احترامنا للاتفاق بين التحالف والرئيس عبدربه منصور هادي، لكن للصبر حدود". شعب الجنوب والشعب اليمني العظيم رغم كل ما يحدث له من معاناة ومحاولة تركيع إلا أنه فجأة ستجده ينهض من تحت الركام وينتفض لأنه لا يقبل الإهانة ولا يقبل أن يمس أحد بسيادة الوطن وكرامته.. نختلف نتفق مع إخواننا في الشمال إلا أن هناك روابط تجمعنا منذ ستينات القرن الماضي، نحترمها ونقدرها ولا يمكن التخلي عنها مهما اختلفنا معهم.. ندعو الجميع إلى أن تكون هذه السنة الجديدة سنة مراجعة لكل قيادي وكل شخصية وطنية لنبني دولة المؤسسات.. ونتوجه بجزيل الشكر والتقدير والامتنان للشقيقة المملكة العربية السعودية ولرئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي الذين يبذلون جهودا جبارة لرعاية السلام مع من لا يعرفون معنى السلام، بل يعرفون الدمار والخراب ويحاولون أن يكونوا هم أصحاب النفوذ في الجنوب، والذين نقول لهم إننا لن نسمح أن يكون لهم النفوذ في الجنوب عامة، كلاً سيحكم محافظته وكلاً سيكون شريكا في بناء مستقبل الوطن، شاء من شاء وأبى من أبى.. وليعلموا أن القيادة لأهلها وروادها وهم يعلمون من هم أهل القيادة وروادها في الجنوب منذ الستينات إلى يومنا هذا.. وإن زورتم في تاريخ 67م فلن تتمكنوا من تزوير التاريخ الحالي مهما حاولتم، فعلى الرغم من امتلاككم آلة إعلامية ضخمة بدعم إماراتي إلا أنها هشة ولا يمكن من خلالها تزوير تاريخ القيادات والأبطال أبدا، ومهما وجهتم سهامكم بالخيانة للقادة الأبطال لمحاولة الحصول على صك الملكية للجنوب فلا تستطيعون لأننا نحن الجنوب ونحن من سيصنع الجنوب بتاريخ ونظيف، فنحن أصل في الجنوب، والكل يعرف من هو الجنوبي الحقيقي ومن أتى إلى الجنوب. وفي الأخير أوجه التحية لكل أبطال عدنولحجوأبينوشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى".