معاناة شعبنا أرهقته الحرب، وغلاء المعيشة والأهمال من قبل الحكومة الشرعية الأخونجية، حتى طالها الجوع والحرمان والموت على أبواب المستشفيات،عائلات مصطفة على أبواب الجوازات تطلب الهجرة هربًا من وضع متردي في بلد فقدت فيه الضمائر، شباب تحمل شهادات أرهقتها البطالة، وأغلبهم في الجبهات القتال، والاقتصاد المتردي كل هذه الضغوطات حوّلت مخزون الغضب لديهم إلى طاقة إيجابية حيث نزلوا إلى الشوارع عدن، مطالبين بالتغيير الحكومة الفاسدة التي تسيطر عليها حزب التجمع الإصلاح اليمني فرع أخوان المسلمين في اليمن. ليصل الامر إلى صراع مسلح ومعارك طاحنة مع الحكومة الاخونجية، بسبب فسادها الذي ينخرها، حكومة شرعية المهترئه بلا شراع لكي حتى تحبر بشعب إلى بر الأمان فتضربها امواج الفساد من كل جانب. لكن لا حياة لمن تنادي، فرئاسة الشرعية اليمنية برئاسة فخامة الرئيس هادي تغيّر فاسد وتأتي بفاسد آخر، فساد متغلل بشكل كبير في حكومة الشرعية اليمنية. والبلد لم يعد يحتمل الديون المتراكمة والأزمة المعيشية الخانقة، فيما المسؤولين الشرعية متمسكين بكراسيهم خائفين على مصالحهم وأموالهم المكدسة غير آبهين لإيجاد حلول تنقذ البلد من الهلاك أو الأهتمام ببناء بلد ذو قرار سياسي وطني عادل ونزيه، أو أقامة مشاريع انمائية وأزدهار في الاقتصاد والسياسة أو احياء روح المواطنية وإعادة نبض الحياة إلى البلاد. بدلاً من التقدم للأفضل نجد أن هناك أيادي سوداء مستاءة من اتفاق الرياض خوفًا، على مصالحها تلعب بالبلاد حتى تصل لمآربها باختلاق حرب أهلية جديدة يين الجنوبيين من خلال الفوضى، مهمتها ان تنهي اتفاق الرياض، بخلق له أحداث دموية، تترك لشعب أمامه مشاهد مأساوية، يدفع ثمنها شهداء الحرية والكرامه. تكرس عمليات منطقة مقابل منطقة بشكل مناطقي، او تشوية صورة المجلس الإنتقالي الجنوبي، لتطفىء من حماس القضية الجنوبية، وتخلق الفتنة والقتال بين الأخوة الجنوبيين، ويتحمل مسؤوليتها الجميع على رأسها المملكة العربية السعودية راعية الاتفاق وقائدة التحالف العربي في اليمن، الذي لم يتبقى منه أحد إلا هي وحدها. بعيدًا عن المصالح الذاتية، وللمصلحة العامة من الأفضل تنفيذ اتفاق الرياض، وهو المخرج الوحيد للأزمة الراهنة التي أضنت المواطن، وخلقت الفوضى من خلال أزمة سياسية واقتصادية وأمنية، لأن المستفيد الأول هو العدو الحوثي المتربص للانقضاض على البلاد، من هنا لا بد من قراءة واعية للأحداث والعمل على تهدئة الأوضاع والقيام بخطوة بناءة لكي نحمي الوطن من المؤامرات التي تحاك ضده، لكي نحمي البلاد ونرحم العباد. رغم صعوبة الوضع يبقى هناك أمل من خلال تكثيف الجهود للوصول إلى بر الأمان، والعمل على انجاح تنفيذ اتفاق الرياض، فهو الداعم للأسس الاستقرار، واعانة الناس على تأمين لقمة عيشهم، ومساعدتهم في تدبير امورهم الحياتية والاجتماعية. والإنطلاق في تعزيز عمل المؤسسات، كي لا نعرض مناعة وطنا للأخطار المحدقة فيه وزج البلد في آتون الحروب في المنطقة وفي النيران المشتعلة في كل مكان.