هناك من لا يحب ان يعرف دلالات الأعراض المرضية او تقلقه معرفتها وتسبب له وسواسا مزعجا. ان كنت من هؤلاء أنصحك بان لاستقراء هذا المقال الذي هدفه تثقيفي وليس تشخيصي علما بأنني في هذا المقال القصير سأتناول عرض او عارض ( مفرد أعراض) "ضيق التنفس " بالتحديد.
يقسم الأطباء الاسئله حول الأعراض إلى قسمين القسم الأول والذين يركزون عليه أكثر هي الاسئله حول تاريخ وصفات المرض الحالي والذي ساق المريض إلى طلب مشورة الطبيب والقسم الثاني من الاسئله تتناول كل الأعراض الممكنة التي قد تصيب أي عضو من أعضاء الجسم.
والهدف من القسم الأول من الاسئله هي تحديد التشخيص او على الأقل تحديد بعض من تشخيصات محتمله والطبيب يدرك ان لكل عرض ثمة أعراض تلازمه وتحدد تشخيص سببه.وسأضرب مثلا لذلك عرض "ضيق التنفس" لابين طريقه استقصاء الطبيب لاحقا.
والهدف من القسم الثاني من الاسئله هو البحث عن أي عله قد تكون أصابت المريض ولم يعرها انتباها أضافه إلى ان هذا الفصيلة من الاسئله قد تلقي ضوءا على تحديد تشخيص المرض الحالي من جهة لم ينتبه إليها الطبيب ولم يكتشفها من خلال اسأله القسم الأول.
دعونا نأخذ مثالا عن كيفيه استعمال الفصيلة الأول من الاسئله يأتي سعد شاكيا من صعوبة في التنفس يركز الطبيب على اسأله عن أعراض مرتبطة بالجهاز التنفسي وجهاز الدورة الدموية وهما الجهازان الذات يسببان قصور في التنفس ان أصابهما خلل او عله.
الا ان الطبيب قبل كل هذا يبدءا بالسؤال عن عمر المريض ومده وجود ضيق التنفس لديه والسؤال الأول مرتبط بكون شيوع الأمراض تختلف باختلاف الفئات العمرية وفي حالتنا هنا يفكر الطبيب بتشخيص كالربو او اللوازم الصديدي او التهاب القصبات الهوائية ان كان سعد طفلا وبمرض انسداد الشعب الهوائية المزمن اوالاتهاب الرئوي انتفاخ الرئة او القصور القلبي ان كان سعد بالغا او شيخا واستعمال الفئة العمرية مفيد جدا للتشخيص الا انه غير دقيق اذ ان هناك درجه تداخل او تشابك لنوعيه الأمراض مع الفئات العمرية.
وبالنسبة للسؤال حول مده وجود الأعراض فهذا سؤال يطرحه الأطباء دائما للتفريق بين المرض الحاد والمرض المزمن لان أسبابهما تختلف ففي حاله سعد ان كان ضيق التنفس حصل في اليومين الماضيين فقط ( بمعنى انه حاد) يجعل ذلك الطبيب يفكر بان المسبب هو حاله ربو او التهاب رئوي حاد او جلطه رئوية او دخول جسم غريب في احد القصبات الرئوية.
وان كانت مدته شهور او أسابيع ( بمعنى انه مزمن) يجعل ذلك الطبيب يفكر بان سعدا قد يكون يعاني من انسداد الشعب الهوائية المزمن او انتفاخ الرئة او القصور القلبي او الدرنة الرئوي او وجود خراج في الرئة.
ثم يسال الطبيب عن أعراض ملازمه لضيق التنفس تشير إلى تشخيص بذاته فازيز الصدر يزيد فرص تشخيص الربو او الالتهاب في الشعب الهوائية ووجود الحمى والبلغم الأصفر او الأخضر يجرنا إلى تشخيص الالتهاب الرئوي ووجود الدم في البلغم او البصاق يشير إلى التهاب رئوي او درن او جلطه في الرئة.
وان سال الطبيب سعداً عن هل زاد في عدد الوسائد التي تستعملها عند النوم مؤخرا او هل يوقظه ضيق التنفس من النوم فلا يستغرب سعد من هذه الاسئله فان حدوث ذلك قد يكون مؤشرا لقصور قلبي
ويحلو للطبيب في حالات ضيق النفس ان يسال عن وجود الم في الصدر عندما ياخذ المريض نفسا عميقا ففي ذلك دلاله لوجود التهاب رئوي او جلطه رئويه طرفيه او حدوث استرواح صدري.
وقد يسال الطبيب سعداً عن أعراض تبدو بعيده عن الدورة الدموية او الرئة كان يسأله هل" لاحظت تورما في رجليك ؟" (وهو هنا يبحث عن دلاله للقصور القلبي كمسبب لضيق التنفس لديه) او قد يستفسر ان كان لاحظ تورما مصحوبا بألم في احد ساقي رجليه ( وهو هنا يبحث عن دلاله لوجود جلطه في شريان الساق انتقلت إلى الرئة فسببت ضيق التنفس لديه)
بقي علي التأكيد المبني على علم وتجربه ان اغلب حالات ضيق التنفس الحاد تعود إلى أسباب التهابيه فيروسيه او بكتيرية بسيطة حميد سهل علاجها و متوقع شفاؤها.
والخلاصة ان عمليه الوصول إلى التشخيص أشبه ما تكون ب"لعبة تركيب القطع" او "تركيب الصورة المقطوعة" فكلما زادت القطع المركبة زاد احتمال إنهاء الاحجيه وفي حالنا هذه الاحجيه هي الوصول إلى التشخيص الصحيح