مجتمعنا اليمني -وخصوصاً في المحافظات الجنوبية التي تحكمها حكومة الشرعية - يتعرض لمذبحة جماعية (صامتة) بسبب الجوع والفقر وتردي الاوضاع الاقتصادية والارتفاع الجنوني للاسعار .. فمعظم الاسر في تلك المحافظات تعيش اوضاعاً مأساوية ومعيشة متردية واصبح رب الاسرة في وضع العاجز عن توفير ماتحتاجه اسرته من ضروريات الحياة جراء هذا التدهور المخيف للعملة المحلية وارتفاع الاسعار الذي لايرحم.. ولهذا التدهور والظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها المواطنون انعكاسات سلبية خطيرة على الاسرة ليست في الجانب الاقتصادي فحسب ، بل تتعادها الى الوضع الاجتماعي لتنعكس سلباً على العلاقات الزوجية وعلى العناية بالاولاد وتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم.. وكل مايحدث من تدهور اقتصادي ومعيشي وغلاء للاسعار تتحمل مسؤليته حكومتنا الشرعية فهي المعنية بتحسين الاوضاع لمواطنيها.. فالجوع قرين الكفر... ونبينا محمد صل الله عليه وسلم قال: (اللهم اني اعوذ بك من الجوع فانه بئس الضجيع) ومن هنا فاننا ندعوا الحكومة ممثلة برئيسها معين عبدالملك الى التحرك لانقاذ مايمكن انقاذه والوقوف الى جانب جيوش الجياع من هذا الشعب وذلك باقتطاع جزء من الاموال الطائلة التي يهدرها الحكام في ملذاتهم وسفرياتهم وللترفيه عن اولادهم بها في الخارج ، وتلك الاموال التي يخصصونها لعلاج ذويهم في ارقى المستشفيات العالمية حتى من الم الزكام ، على ان يذهب جزء من هذا المال المهدور لدعم المواد الغذائية الاساسية كالارز والدقيق والسكر وزيت الطبخ والقمح وتوحيد اسعارها وتثبيتها لعلها تساهم في التخفيف عن معاناة المواطنين .. فان لم تقم الحكومة بهذا الاجراء العاجل فعليها مواجهة ثورة الجياع التي توشك على الاندلاع لتقتلع هذه الحكومة التي لاتستشعر معاناة مواطنيها وألمهم... وان كنتم ايها الحكام لاتبالون بثورة الجياع فعليكم ان تعودوا بذاكرتكم قليلاً الى التاريخ القديم لتقفوا على حقيقة هذه الثورات وكيف استطاعت اقتلاع الانظمة والحكومات الفاسدة .. ارجعوا لثورة الجياع في مصر القديمة التي اندلعت ضد الملك الفرعوني (بيبي الثاني)فهي اول ثورة تقوم في التاريخ.. تلتها ثورة الحرافيش ضد (المماليك) وثورة الجياع الفرنسيين في عصر (ماري انطوانيت)وغيرها من الثورات في العصر الحديث التي اطاحت بالانظمة الدكتاتورية المتسلطة..! اتعضوا وتعلموا من هذه الثورات وخذوا العبر والدروس حتى لاتدور عليكم الدوائر .. وحتى لاتضطرونا نردد ماقاله الشاعر عبدالعزيز جويده في قصيدته التي تدعوا الشعوب للثورة ومنها: ثوروا على حكامكم ثوروا على اسلافكم.. ثوروا على هذا الجنون. لاتجعلوا الحكام فوق رقابكم سيفاً.. فسيف الظلم يغري الظالمين. ان داسكم في اي يوم حاكم.. لاتنحنوا ولتقطعوا رجليه. ان مد في يوم يديه لصفعكم.. فلتقطعوا كفيه. لاتجعلوا الحكام تشبع في مراعيكم وانتم جائعون.. فلتأكلوا حكامكم وتحملوا وجع البطون. حفظ الله الشعب والوطن.