بعد الموقف العربي والإسلامي الرسمي برفض خطة ترمب للسلام في الشرق الأوسط المسماة زوراَ وتلفيقاَ بصفقة القرن والتمسك بالحقوق الفلسطينية الثابتة والمشروعة وفي مقدمتها حق العودة وقيام الدولة الفلسطينية على حدود 67م وعاصمتها القدس الشريف وبعد اعلان الاتحاد الأوروبي ان خطة ترمب لا تتماشى مع المعايير الدولية المتفق عليها حول القضية الفلسطينية بعد كل ذلك يأتي خبر اللقاء بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان ورئيس وزراء الكيان الصهيوني نتن ياهو في أوغندا والاتفاق على التعاون بين الخرطوم وتل أبيب من أجل التطبيع الكامل للعلاقات بين الدولتين. امين سر اللجنة التنفيذيه لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أدان خطوة البرهان واعتبرها طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني ولمبادرة السلام العربية في وقت تتعرض فيه القضية الفلسطينية للتصفية على يد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وتابعه نتنياهو. وما أود قوله هنا أن مثل هذه المواقف المستعجلة لن تقود أبداَ إلى ما يعتقد اصحابها من خير لحكمهم او لبلادهم وأنها لا تعدو ان تكون الا تخريباَ للموقف العربي والإسلامي الرسمي المعلن عبر جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والذي نرى فيه فرصة ذهبية لتجاوز سياسة المحاور المصممة اصلاَ لتدمير المنطقة والمنظومتين العربية والإسلامية بيد أبنائها (وهوما حصل ولازال) ولن يكون من شأن مبادرة البرهان الا ان تكون برهاناَ على فشل ضفعة القرن فالشعب السوداني تراث عريق تجاه القضية الفلسطينية ولن يقبل أبداَ ان يلعب دور المحلل للعراب الماسوصهيوني الذي يتطلع من خلال هذا اللقاء والاتفاق ليس لتصفية القضية الفلسطينية فحسب بل وللتحكم في مياه النيل من أجل ابقاء مصر تحت الضغط الأبدي الدائم وبالتالي حرمان الأمة العربية والإسلامية كلها من الدور القيادي لمصر العروبة والاسلام. ننتظر خلال الأيام القادمة تفاعلات خطوة الجنرال البرهان داخل سودان الثورة الشعبية الديمقراطية من خلال مواقف قواه الوطنية والحزبية والاجتماعية الحية المشاركة في الحكومة او من خارجها ورأينا فإن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية الأولى في التاريخ الحديث والمعاصر للأمة العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي.