عقب إنتهاء الحرب وتحرير العاصمة عدن من المليشيات الأنقلابية على يد أبطال "المقاومة الجنوبية" و"الجيش الوطني" عاد الرئيس هادي الى عدن .. وكان على رأس مستقبلية يومها المجاهد المقاوم الأستاذ "نايف البكري" ، نايف البكري ابن عدن الحر بكل ماتحملة كلمة الحر من معنى ، الشخصية العدنية المدنية التكنوقراطية البعيدة كل البعد عن كل مؤثرات وباء "الإنحناء" وثقافة "ركوب الظهر" ! ظلم هذا الرجل كثيرا ، ومورست ضدة كل أساليب الترغيب والتهديد بل والتصفية الجسدية لأربع مرات على التوالي لولا عناية الله ولطفة به ، يومها كان الصراع خفيا ، ظل البكري ومعة ثلة من المدافعين على حياض عدن والمخلصين لهذا الوطن يقاومون بكل ما أوتوا من قوة ، مايدهش ويدعوا للتساؤل عندما نتحدث عن البكري هو كيف تمت عملية الأساءة لة وشن كل الدعايات السياسية لشيطنتة وتخوينة وإلصاق كل التهم والإفتراءاة الظالمة بحقة فور إنتهاء الحرب بأشهر قليلة ..
رويدا رويدا تحول الرجل من بطل مقاوم ومحافظ وطني الإنتماء لوطنة وشعبة وقيادتة في عدن الى خائن وعميل وإخواني إصلاحي يتلقئ تعليماتة من المقدشي وعلي محسن ! ، ومع الوقت تماهى الجميع مع مايريدة أعداء البكري عدا بعض الأصوات النزيهة الحرة والتي وقفت مع الرجل حتى آخر لحظة ، المؤسف والمؤلم في آن معا ان البعض لا مبادئ ولاقيم ولا ثوابت لهم عندما يريدون ان ينفذوا ما يملئ عليهم .. ولو كان على حساب بنوا جلدتهم ووطنهم ..
تعاطف الوسط المجتمعي مع المحافظ البكري يومها .. وخاصة بعد تعرضة لمحاولة الأغتيال الأخيرة في مدينة الشعب .. والتي لاقت إستنكارا رسميا وأهليا واسعا وتعاطفا لا حدود لة مع الرجل ، غير ان الإستنكار والتعاطف والألتفاف الذي أحاط باالبكري لم يكن كافيا للدفاع عن الرجل وعن دورة السياسي في قيادة العاصمة عدن امام الضغوطات والممارسات والأجندة الخفية والتي كانت تهدف للأطاحة بالرجل من منصب المحافظ وإخراجة بشكل نهائي من عدن ..
بأعتقادي ان البكري المسئول الحكومي الذي حاز على "نصيب الأسد" من كل طرق وأساليب الحرب ضد كل رموز وقادة ووزراء الدولة والحكومة الشرعية في عدن .. إذ شكل وجود البكري في عدن كابوسا مزعجا لكل الأطراف التي لا تريد وجودة ..
وفي تقديري ان أحد اهم الأسباب المؤثرة على إنهاء دور كل شخصيات الدولة الأقوياء والذين كان بمقدورهم ان يوجدوا فارقا خدميا وأمنيا واقتصاديا يخدم العاصمة عدن بعد إنتهاء الحرب يعود الى "غياب الوعي الأهلي الجمعي" .. والذي كان سيشكل سياجا منيعا ان كان حاضرا لحماية اولئك الوطنيين الحقيقيين عبر الألتفاف والوقوف خلفهم عن طريق المظاهرات والأحتجاجات المعارضة لأجندة الضفة الأخرى المعادية ! ، غير ان هذا الوعي في عدن كان غائبا تماما ولا وجود لة ..
غادر البكري عدن بعد ان خاض معركتة الأخيرة لة فيها ، وخرج تحت تأثير ضغوطات شعواء وفي قمة الصلف والغطرسة بحق الرجل الذي لم ترى عدن بعد خروجة خيرا الى يومنا ، كم هو مؤلم ومؤسف وغاية في الفجور والمعاداة البخسة اللعينة ان تفرض إرادتك لأجل ان تساعد على إخراج ابن بلدك من بلدك ..
وليس هذا فحسب بل ان البكري خرج بأشتراط سافر يمنع عودتة الى عدن بشكل نهائي غير قابل للنقاش ! ، خرج البكري من عدن والمغيبون والخارجون عن الوعي وسياق المنطق والعقل والتاريخ لايعلمون ما الذي يدور ويحاك كعاداتهم التاريخية المليئة بحماقاتهم تجاة كل من أراد ان يقدم شيئا حقيقيا لهذة المدينة التي لم ينكبها ويعيدها مكبلة باالأغلال عنوة للوراء إلا اولئك الذين أخرجوا نايف البكري ..
السؤال اليوم متى يعود الوزير والرمز الوطني المقاوم نايف البكري الى عدن وكل أرجاء الوطن ؟ ، متى يعود ليقبل ثرئ عدن التي دافع عنها ، متى يعود ليلتحم بمحبية وأهلة في كل شبر من عدن ، متى يعودليزور قبر رفيقة الشهيد"جعفر" ، متى يعود نايف البكري ليتحدث ويقول الحقيقة كاملة لله وللتاريخ !