كان المشهد مهيبا ..حماسيا وثوريا في شوارع طهران التي غصت بسيول بشرية ملأت الكثير من الساحات والشوارع حين حطت طائرة الخطوط الجوية الفرنسية التي أقلت الإمام آية الله الخميني. ...كانت المشاعر الإنسانية والمواقف السياسية مختلفة في إيران وخارجها ، أصيب البعض بالدهشة والبعض الآخر بالصدمة وآخرون بفرح الإنتصار. .. في تلك اللحظة التاريخية تسارعت الأحداث وبداء الهدؤ والسلام الذي ميز المنطقة لعقود طويلة يغادر على عجل ، وجرت سريعا مياة كثيرة تحت الجسور ، وتصدرت هذه المنطقة الحيوية نشرات الأخبار العالمية ولازالت. ..بعد وصول آيات الله إلى سدة الحكم ، ظهر للجميع سياسة تصدير الثورة وشعارات المقاومة وتحرير القدسوفلسطين . ...إلخ وكانت هذه الشعارات ولازالت هي حصان طروادة للتوسع الإيراني والعبث بالأمن القومي العربي ، وشق النسيج الاجتماعي باللعب على الورقة الطائفية.وللاسف قوبل كل ذلك بصمت وضعف وتخبط عربي مخجل. ..وكأن ذلك العبث لم يكن كافيا ، فقد ساهمت سياسة بعض الأنظمة العربية الداخلية والخارجية في إهداء النظام الإيراني مكاسب إستراتيجية وتكتيكية كثيرة مجانا! المؤلم أن الإعلام الرسمي والشعبي العربي ظل لعقود طويلة يكرر ويلوك مقولة (تمدد إسرائيل من الفرات إلى النيل )فباغتة تمدد الجار الأخ المسلم من طهران إلى البحر المتوسط والبحر الأحمر أيضا! وتخلت إسرائيل عن غزة وبعض مناطق الضفة الغربية ...ووصلت الهيمنة الإيرانية على القرار السياسي في بعض الدول العربية إلى جعل إحدى هذه الدول -عمليا-محافظة إيرانية والحبل على الجرار ... لقد أحدث نظام الملالي سباق تسلح محموم في المنطقة ، فعمد إلى بناء ترسانة عسكرية وحتى محاولة الحصول على الترسانة النووية تحت يافطة الأغراض السلمية ...رغم الحصار المزعوم على نظام آيات الله. ..لقد تحول هذا الجار إلى عدو حقيقي يهدد جيرانة وحتى الدول العربية البعيدة عنة ، ومن سخرية القول أن يتشدق هذا النظام بشعارات تحرير القدسوفلسطين وهو يحتل أرض الأحواز العربية التي تزيد مساحتها على عشرة أضعاف مساحة فلسطين التاريخية !!إضافة إلى الجزر الإماراتية الثلاث فكيف لنا أن نصدقة ؟ ؟ علما بأن الأحواز العربية تنتج أكثر من 90% من النفط والغاز الإيراني .. ألا يعلم آيات الله أن الدول اليوم تنهار من الداخل ، مهما كانت قوتها العسكرية وحتى النووية ؟ ؟ لقد انهار الإتحاد السوفياتي العملاق وهو يمتلك السلاح النووي القادر على تدمير العالم عدة مرات. ..وكان يمتلك ضعف الترسانة النووية الأمريكية! لكن في المقابل كان دخل الفرد الأمريكي السنوي يفوق نظيرة السوفياتي بأكثر من عشرة أضعاف ، وكان هناك إقتصاد أمريكي قوي ، وحرية سياسية واقتصادية واجتماعية وقاعدة علمية وشفافية كل ذلك كان روشتة البقاء و (تعويذة) النجاح ...كان الاتحاد السوفياتي عملاق عسكري تحملة أرجل كسيحة من خشب نخرها الفساد والمرض سرعان ما انهارت وسقط هذا العملاق الضخم !!! لا مجال هنا للمقارنة والمقاربة مع دولة (تخطئ)في التفريق بين الطائره المدنيه والحربيه وصواريخ الكروز !! هل يسمح العالم اليوم لهذا النظام بتكرار هذا الخطاء الشنيع في المجال النووي ؟ ؟ ؟ أخيرا. .. ماذا لو أن الإمام الخميني الذي نزل في مطار طهران قبل واحد وأربعين عاما كان خميني النهضة الاقتصادية والعلمية والإجتماعية ، خميني حرية التعبير والحرية السياسية على غرار لي كوان ومهاتير محمد ورئيس رواندا الحالي وغيرهم لكم أن تتخيلوا الفرق. ..