لم يعد يخفى على احد ما وصل إليه حال المواطن من العيش في ظل ظروف قاسية بل بالغة القسوة ، فالمواطن بكل شرائحه يعاني الأمرين من جور ارتفاع اسعار المواد الغذائية وارتفاع فواتير الخدمات بكل أنواعها حتى الضرورية كالخدمات الطبية التي بات المواطن في ظل غيابها يعاني الأوجاع والأنَّات دون أن يتحصل على العلاج الذي يسعفه في دهاليز المرافق الصحية الحكومية ولا يستطيع الحصول على العلاج في المرافق الصحية الخاصة لضعف ذات اليد في ظل هشاشة الرواتب التي يتقاضها معظم موظفي الدولة وكل ذلك يحدث في ظل سكوت الدولة عن معالجة تلك الأوضاع تاركة المواطن. إلى متى سكوت وصمت الحكومة عمَّ يجري في كثير مرافق الدولة من تحويل الرشوة في كثير من مرافق الدولة إلى إجراء معترف به وأخذ الاطار الرسمي بعد أن كانت تحصل في سرية وتعتيم أصبحت ظاهرة يجاهر بها في العلن وتحصل وتستقطع تلك الضرائب الوهمية من المواطنين المعاملين والتجار وهذا ما يحصل في بعض أجهزة الجمارك سواء بحري أو بري يتم استقطاع مبلغ يحصل لخزينة الدولة بصفة رسمية ومبالغ تستقطع لجيوب بعض الموظفين وهذا أيضاً ما يحصل في الوقت الذي يجمع موظفي الضرائب ضرائب الدولة من المحلات التجارية, والعقارات وغيرها مما يملكه المواطن. متى يستشعر المواطن أن كل وزارة في الحكومة تؤدي ما عليها من واجبات تجاه المواطن حتى تطالب بالحقوق وأعني بالمواطن كل شرائح المجتمع الموظف والطالب والعامل في مختلف القطاعات الخاصة وحتى التاجر. إن السكوت هو دلالة إما لعدم قدرة الدولة في إدارة شؤون البلاد وهذا العجز يقودها إلى تهميش الامور والقضايا وعدم التفاعل معها حتى لا تفتح على نفسها أبواب لا تستطيع اغلاقها وبهذا ينكشف عورها وتتوضح عورتها وعجزها وهذا يقود إلى سقوطها أكثر فأكثر في عين المواطن الذي أصابه القنوط من صلاحية الدولة والحكومة على التعامل مع كل القضايا الحيوية التي تمس حياة المواطن والوطن, ومن جانب أخر يبرز هذا السكوت النوايا الحقيقية والخفية للدولة والحكومة بكل وزاراتها على عدم رغبتها في حلحلة القضايا العالقة لكونها ستخسر الكثير في رفد ودعم ميزانية الدولة وبالتالي تنفيذ الواجبات التي تتعلق بها تبعات مالية كبيرة. إنَّ ما يتكشف من أمور بعد كل الاحداث التي حصلت بين القوى المتصارعة في البلاد وأعني بذلك الدولة المسماة شرعية والعناصر التي أعلنت التمرد عليها سواء في المحافظات الشمالية أو الجنوبية يتضح حجم النفقات الطائلة فيما ليس فيه طائل ورجاء يخدم البلاد والعباد ، ولم يعد ذلك يخفى على أحد فكم من أموال تهرب وتسرق من بيوت المسؤولين بعد اقتحامها والانقضاض عليها والسؤال المتبادر إلى الاذهان من أين لهم كل تلك الاموال التي يحتجزونها في بيوتها بينما عامة الشعب يعانون الويلات في معيشتهم وطعامهم وعلاجهم وحياتهم التي أصبحت معرقلة في كل نواحيها